لنبك مثل النساء عراقنا..

 

 

 

 

 

 

أعرف أننا جميعاً نملك حقوقاً متساوية في (وطن) صغير ونعيد تقسيمه إفتراضياً أو عملياً فنجعله بحجم واقعنا لا بحجم أحلامنا. لزمن ما بعد الحرب العالمية (الأولى) كانت (الوحدة) هي الحلم العربي ويكاد يكون الوحيد. لزمن ما بعد الحرب العالمية (الثانية) تقدم (الحلم) بسرعة (السلحفاة) وأعاده الصراع بين العسكر والمدنيين والمتدينيين إلى الخلف بسرعة (الأرنب)، أقام تجربته (الجريئة) الأولى بين (سورية) و(مصر) وفشلت. ثم أقام تجربته (الخجولة) بين بغداد ودمشق وبيروت (حلف بغداد) وأيضاً فشلت. بعد الإنقلابات والبعث وحكم العسكر صرنا نتطلع للمحافظة على ما بين أيدينا وأخشى أننا لم ولن نستطيع. سورية والعراق ومصر على طريق جمهوريتا (السودانان) خرطوم وجوبا. إعتبرنا هذه الدول ومازلنا يوماً جزءاً من كُل عربي مهددة بالتقسيم لأجزاء طائفية ومذهبية ومناطقية. تهرب أحلامنا منا لأننا كُنا أما أقل منها أو لم نحافظ عليها ونلقي اللوم على الخارج المتفرج وإن كان له دور مخفي بذلك. الأقل لا يبني الأفضل ولا الأكبر. والطائفة لاتنهض بوطن. والمذهب لايقيم دولة. 

تحتم المسؤولية الأخلاقية والوطنية تذكير أبناءنا ماقالته (أم عبد الله الصغير) آخر ملوك (الأندلس) لإبنها وهو يبكي مغادراً قصره وأرضه. قالت:

أبكِ مثل النساء مُلكاً مُضاعاً لم تحافظ عليه مثل الرجال 

وسنبكي غداً وطناً صغيراً لم نحافظ عليه.