هذه الايام اتمنى ان تكون مباركة على العراقيين كلهم وكل الناس الطيبين وهي ايام اعياد وان شاء الله تكون سعيدة للفقراء والمساكين ..اما الاغنياء ورجال السلطة ..فميهم بالصدر وما يحتاجون دعاء .. ذكرتني هذه الايام بحجايات ( قصص ) امي الله يرحمها ..والله كان زمانها زمن خير وطيبة وبركة .. امنا المرحومة ولو كانت امية وما دارسة بالمدرسة ...بس هيه كانت مدرسة بحد ذاتها وتعلمنا احنا اطفالها الاخلاق الفاضلة بواسطة تكرار القصص التي تعلم الطفل الحكمة والموعظة الحسنة ..مثل الصدق والامانة والوفاء والشجاعة وحب الوطن وخوف الله ..رحم الله امهاتنا ..كم كن عظيمات ..كن يختارن حكم على شكل قصص بسيطة .. وساروي لكم قصة حكتها لي امي قبل سبعين سنة ...عن الواوي اللي راح للحج و راد يتوب عن اكل الدجاج ..ويكفر عن ذنوبه .. وللمعلومات ..الواوي هو حيوان يضرب به المثل في الحيلة والخداع والمكر مثل الثعلب “الواوي” الحيوان الماكر.. لانه كان يفاجيء الفلاح ويسرق دجاجاته .. والنوع العراقي منه يكون صغير الحجم وسريع الحركة ولا يخرج الا ليلا ومن يركض يكون ذيله مستقيم ومدود الى الوراء.. ويسمى الواوي، وابو الحصين وابو الويو والحصيني.. وقبل مئة سنة كان الواوي ينتشر بكثرة وباعداد كبيرة في المزارع والبساتين ..واما الان فهو في طريقه للانقراض ..مثل كثير من الحيوانات في العراق .. وبالضبط كما يحدث اليوم للانسان العراقي ..فهو ايضا سينقرض اذا استمرت حالة الابادة والقتل الجماعي والتفجيرات والحرب الطائفية على هذه الوتيرة اللي نعيشه اليوم ..تحت حكم الحجاج .. وكانت امهاتنا وحتى يومنا هذا تتخد من اسم الواوي بعبعا وخاروعة لاخافة الطفل (الوكيح ) عندما يسوي وكاحة وما يكعد راحة بقولها جاك الواوي ..جاك الذيب .. والقصة كالعادة ...كانت تبدأ ...كان يا ما كان ..في سالف العصر والزمان ..فد واوي ...شبع من اكل الدجاج ...قرر ان يتوب وحلف يمين ...يروح يحج ويستغفر ربه عن ما اكله من دجاج ( ابرياء صغار وكبار ) ويبطل بعد ماياكل دجاج .. وبعد ما رجع من الحج ..وبطريق الرجعة شاف ..ديج ودجاجة واكفين على جرف النهر ..يريدون يعبرون النهر وما يكدرون ...ومن شافهم الواوي ...كللهم ..تعالوا أعبركم ...كله الديج ..نخاف تاكلنا ..ولكن الواوي حلف اغلظ الايمان ...انه راح للحج وتاب وبطل عن اكل الدجاج ...المهم .. الديج ما صدكه وبقى خايف ..ولكن الدجاجة تقشمرت بالعجل وصدكت بحجي الواوي وقنعت الديج بركوب البلم وي الواوي ليعبرهم النهر ...وبنص النهر ...حس الواوي بالجوع ...والروالة كامت تخر من حلكه ..وحس الديج بالخطر فالتفت على الدجاجة ...وشاورها ..كلهه ( كلبة بنت الكلب ..مو كتلج هذا ما يتأمن ولا تامنين بيه ...وترة ابو عادة ما يجوز من عادته ) ...وماشاف الا الواوي وفجاة يكمز على الدجاجة ويخمطها ويرمرمها ..اما الديج ...فكال ويه روحة ..ياروح ما بعدج روح ... الموته بالمي ولا بطن ملعون الوالدين ..الواوي ..وطفر من البلم الى النهر ...ومات غرقا ... وبعدها ...تبدا نصيحة الام لنا ...لاتصدقون الحيال والمكار ولا تأمنون بيه ...ترة ابو عادة مايجوز من عادته ..والاعوج يبقى اعوج .. وفي مثل هذه الايام نرى الناس قسم منها فرحانة بحلول شهر الحج ..لانهم يروحون لمكة ويؤدون فريضة دينية ..وهي حج البيت على من استطاع سبيلا .. والقسم الاخر تلكاه مقهور متالم ومحزون ..لان حاول يحجزللحج وما كدر ... وللاسف بعد ان ضاع الحلال والحرام من كثرة فتاوي ادعياء الدين واختلط الصح بالغلط ..وصار صعب الفرز بين الحابل والنابل ..نلاحظ ان عملية الحج انحرفت عند الكثيرين من الدجالة عن هدفها العبادي الاصلي واصبحت ..اما تجارة ..واما وجاهة واما واجهة للتباهي والتعالي والاستغلال الاجتماعي والاقتصادي والسياسي .. لانك تلتقي بحجي مال (لنكات مثل مايكول العراقي ) يخبرك بانه حج كذا مرة وفي اكثر الاحيان تتجاوزعشر حجات وبنفس الوقت يلفط البعير من ذيله ..وفي الوقت الذي لايسمح لك ولا لغيرك من المستحقين باداء حجة واحدة ..واما الدوافع فهي متعددة ومختلفة من حجي لاخر ... والمصيبة الادهى والامر ان البعض من الحجاج يذهب لقبض المقسوم من ثمن بيع الوطن وليعود الى العراق ويخرب ما بقي عامر من الوطن المهجوم .. والعياذ بالله ان هذه الفئة العميلة من الحجاج هي التي تستغل مناصبها السياسية كالوزارة والنيابة وما شابه من ظروف الفوضى الخلاقة ..وربما من انصارهم واتباعهم ..وقد يكونوا من العملاء ووعاظ السلاطين ..وبعظهم من الوجهاء والاغنياء والنافذين في المجتمع .. ولقد اصبح هؤلاء المرتزقة وفي كل موسم حج يشدون الرحال الى مكة وتشوف الناس المساكين والفقراء من امثالي يسألون ...يابه وين فلان ؟؟ وتجيه الاجابة ...عمي ...قابل هو مثلك ماعنده احد ؟؟ هو شكو عليه ؟؟..راح لمكة ..يحج ..وهاي المرة العاشرة يحج بيهه .. هو ومرته والجهال كلهم وحتى اخذ خواته وياه ..عمي جيب نقش وخذ اللي تريده وعوافي عليك ( النقش يعني الصورة بلعبة الطرة والكتبة عندما ترمي قطعة النقد المعدنية ) .. اما الغالبية العظمى من أبناء الشعب العراقي ...فقطعوا الامل ويئسوا من اداء الفريضة ..واستبدلوها بحج العمرة خلال ايام السنة ..كافضل الحلول الممكنة ..والله مساكين فقراء العراق وابتلو بلوة بناس ما تخاف الله ...ومثل ما يكول المثل ...منين ما يلتفتون يلكون بقبورهم عظام ... فساسة العراق وقادته ...لقد تطبعوا بالكذب والمكر والخداع كالواوية ...والى درجة يومية مسوين علينا هوسة وبنبليصة .. وهرجة وعرس واوية ..يظلمون ويسرقون ويغشون ويزورون ..ويسون روحهم هم الوطنية والمخلصين وغيرهم لا...وبكل صلافة يحجون والى بيت الله يروحون ..بحجة يستغفرون الله ويتوبون ..وحتى على الله كاموا يكذبون ..وبعد ما يرجعون من الحج ...يعودون بنفس الطاس ونفس الحمام ...ظلم ونهب وكذب وخداع ...وتصريحات ومناقشات ومؤتمرات والاهم عندهم وعود جذابة اللهم بحق نبيك محمد وبجاه كل من عنده جاه عندك ..وبمناسبة هذه الايام المقدسة والمباركة ..اقصف عمر كل ظالم وكاذب ودجال ..وكل حرامي ومزور وفاسد ..وارحمنا برحمتك الواسعة منهم .. اللهم احفظ العراق واهله اينما حلو او ارتحلوا ..
|