بمناسبة عيد الأضحى المبارك |
تعودنا في كل عيد أضحى أن نذبح الحيوانات الأليفة مثل المواشي والخرفان, وكُنَّا نحزن ونتألم عندما نرى ذوينا ممسكين بتلك الكائنات التي لاحول لها ولاقوة ليقتادوها الى المسلخ . في أحدى الأعياد ذبحنا ضحية لوالدي رحمه الله, وكان الضحية عجلاً, ومن سوء حظ العجل أن القصاب(الجزًّار) الذي أوكلنا له مهمة الذبح ,كان غبياً ولم يتيقَّظ من أن السكينة كانت غير صالحة للأستخدام, حيث بدأ بعملية الذبح وبدأت الدماء تنزف من رقبة الحيوان المسكين , لتعاند تلك الأداة ,وتقف دون حراك بحيث صار الحيوان يبكي ويئِنُّ أنيناً عميقاً تماماً كالبشر. لحد تلك اللحظة اتذكر كيف ان شقيقي الكبير صارت عيناه تدمعان وكنت أنا وشقيقاتي نبكي بألم لاحدود له, وركضنا بطريقة سريعة وغريبة كي ننقذ الحيوان من الألم, فاستنجدنا بجيراننا , ليُكمل عملية الذبح بأداة حادة. هكذا أعيادنا كانت تمرُّ في مامضى, أما أعيادنا الآن فلقد تحولت الأضحية فيها الى البشر عوضاً عن الحيوانات الأليفة وفي كل وقت ودون ان ننتظر ليحلَّ عيد الاضحى علينا, فكل الظروف قد تهيأت من قبل صانعي الحروب وأذنابهم كل يكون الذبح مستباح , ودون معاقبة السفاحِّين الذين ملأوا العراق الحبيب. دعاؤنا في هذا العيد أن يتوقف السفَّاحون عن نحر رقاب أبناء عراقنا العظيم , وتوقفهم لم ولن يكون بالدعاء وحده ولا أن نتوقع ان يصحو ضميرهم , بل ان توقفهم يكون بأصدار اقسى وأشدَّ أنواع العقوبات كي نضع حداً لأستهتارهم بتلك الأرواح البشرية التي تُزهق يومياً وأمام مرأى المجتمع الدولي الذي يغظُّ الطرف عما يدور في البلاد. دعائي أن يعم الأمن والأمان في عراقنا الحبيب ,وان يمر العيد بسلام ,ودون إراقة اية دماء. الرحمة والغفران لكل شهدائنا الأبرار.
|