الازمة العراقية في تحليل "إسطيفان وجاسم الحلفي" | |
لقد قرأت مقالاُ للسيد عزت يوسف إسطيفان رداً على مقال السيد جاسم الحلفي ، وأشاراته الى عدم مسؤولية رئيس الوزراء حول الازمة التي تعصف بالعراق والفساد المنتشر في جميع مفاصل الدولة ، وبمحاولة السيد إسطيفان توزيع الازمة على الجهات المختلفة. مختتماً المقالة بفوائد ستراتيجية حكومات مابعد الاحتلال في معالجتها لهذه الازمة (ان كانت هناك ستراتيجية اصلا) ؛ ويتطلب بعض الوقت لمعالجتها , للوقت المتبقي لحلها بشكل نهائي . فقد أثبتت الحكومة العراقية فشلها وعجزها على مختلف الميادين والصعد فهي عاجزة عن توفير الخدمات وفشلها اقتصاديا ودبلوماسيا من خلال علاقتها المتشنجة مع دول العالم . وكما هي عاجزة عن توفير الأمن ؛ وان الجيش العراقي والشرطة الوطنية والقوى الامنية الاخرى التي يزيد تعدادها على المليون ونصف مقاتل غير قادرة على مواجهة الارهابيين . قبل البدء في مناقشة جوهر الموضوع يجب علينا ان نقول الحقيقة ما نشاهده او نتابعه للوضع العراقي بعد 2003 ، ويجب ان نكن حياديين في تحليلاتنا ومواقفنا عبر النقد البناء لأحترام الشعب العراقي والحفاظ على المسيرة الديمقراطية في العراق ، ويجب تقييم موقف كل مسؤول في الدولة لنعرف سبب الازمة التي تعصف بالعراق ، وانعكاساتها على حياة المواطن العراقي ومعيشته . ولكي لا اظلم طرفا معينا سوف اتناول هذا الموضوع المهم من جميع جوانبه . يدهشني ويستغربني حول "انطباعات واستنتاجات" السيد اسطفيان عن الازمة العراقية التي تمس حياة الانسان العراقي وانه يدعي بأن الحكومة الحالية لقد حولت العراق من مستنقع تزدهر فيه الأمراض والأوبئة ، الى الأمان والبناء والازدهار الاقتصادي ، وجعلت منه قوة اقتصادية فريدة في التاريخ ؛ واتهام غيره بعرقلة تقديم الخدمات الى الشعب بحجج واهية ويدعي هناك إنجاز للفترة الزمنية ولديه دلائل حول تلك الانجازات ، ومنها : 1 – جرى في العراق ثلاث جولات من الإنتخابات البرلمانية وثلاثة لمجلس المحافظات ويكتب مجلس النواب الدستور ويستفتي الشعب عليه وكلها تمت حسب المعايير الدولية .
2 - ويخرج القوات الأجنبية ويستعيد الإستقلال الوطني والسيادة الوطنية ويلغي عشرات القوانين والقرارات الإقتصادية المجحفة بحق العراق والتي أصدرها الحاكم المدني الأمريكي بريمر ؛ ولا يسمح بموقع عسكري واحد له في حين أنه طلب الأمريكيون 320 قاعدة وموقعاً عسكرياً حسب صحيفة الإندبندنت البريطانية .
3 - ومن ثم يُخرج العراق من طائلة البند السابع الذي منع قدوم شركات عالمية رصينة إلى العراق .
4 - إرتفاع معدل الدخل الشهري للمواطن العراقي إلى (350) دولاراً تقريباً بعد أن كان ربع دولار، رغم الحرائق والدمار الإرهابي . لا أنسى أن توزيع الدخل تنقصه العدالة وهذه قضية ليست وليدة النظام الجديد والحكومة ولكنها قضية ولدت مع ولادة المجتمعات الطبقية . لكن معدل الفقر في تناقص وهناك خطة وطنية أعدتها وزارة التخطيط للقضاء على الفقر .
5 - بدأ العراق الجديد عام 2003 ومقدار إنتاجه من الكهرباء بلغ (2500) ميكاواط وبلغ حجم الطلب (5000) ميكاواط . بينما يبلغ الإنتاج الآن (11000) ميكاواط والمزيد قادم خلال الأشهر القادمة ؛ حيث أن زيادة الطلب على الكهرباء بهذا القدر الهائل يعني إرتفاع نوعية حياة العراقيين ومستوى معيشتهم .
6 - لأول مرة ومنذ (30) سنة بلغ إنتاج العراق الزراعي من الحبوب (3) ملايين طناً رغم الأحوال الجوية السيئة التي مرت على هذا الموسم .
7 - فقد رفعت الحكومة مستوى الإنتاج النفطي إلى مستويات قياسية منذ ثمانينات القرن الماضي . ولولا هذا الإنجاز لضربت العراق الأزمة الإقتصادية العالمية الخطيرة في معيشة مواطنيه . هل يوجد تشريع قانون النفط والغاز ولحد الآن وكذلك قانون البنى التحتية وغيرها من القوانين التي تمس حياة الكادحين العراقيين ، واما جولات التراخيص لإحالة مشاريع نفطية وفق صيغة "عقود خدمة" لا تخدم العراق حسب تقارير المختصين في النفط . 8 - إرتفع الرصيد الإحتياطي إلى (76) مليار دولار بعد أن بلغت مديونية العراق أكثر من (150) مليار دولار .
وهذا أستغرابي أن السيد اسطيفان لديه انطباعات واستنتاجات" عن الازدهار الذي تعيشه البلاد مخالفاً لانطباعات واستنتاجات" السيد جاسم الحلفي عن الازمة التي تعيشها البلاد ؛ وبرغم الكثير من العراقيين اليائسين من الحال ، وغير المتفائلين بإمكانية أن يتبلور إصلاح سياسي واقتصادي من داخل الحكومة . |