عجيب هو الاعلام عندما يكون عبارة عن بوق لقلب الحقائق وبأصوات نشاز يرددون ما تلوك به السنتهم في صفحات الجرائد والفضائيات الصفراء التي تحاول ان توغل كثيرا في تهديم العملية السياسية والعودة بالعراق الجديد الى العهد السابق الذي عاشوا حياتهم فيه بالرخاء وأماتوا العراق قتلا وتشريدا وجوعا وخوفا من المستقبل ، يوم وزع عليهم سيدهم الغير مأسوف عليه صدام الكثير من كوبونات النفط والهدايا الى الابواق التي صفقت له بملايين الدولارات حتى ظهرت اليوم بشكل واضح في تأسيس مؤسسات اعلامية ومراكز دراسات جل اهتمامها خلط الاوراق واقتطاع الحقائق وتدليس الاكاذيب في كل الاتجاهات حتى اختلط الكلام الصادق وغير الصادق في انتقاء ملفات الفساد والامن والسياسة والاقتصاد وغير ذلك .
حرب الاعلام التي تقودها مؤسسات بحثية واعلامية وسياسية تدور في فلك الانقلاب على الشرعية الجماهيرية وتقتنص اجزاء الحقائق والانفلات الفوضوي ببعض العاملين في وزارات الدولة ومؤسساتها الاخرى من اولئك الذين يخونون بل تعلموا خيانة الوطن وقاموا على سرقة الكثير من ملفات ووثائق رسمية والتلاعب بها كيفما شاءوا واخراج اسرار المؤسسات الرسمية بما فيها المتعلقة بالامن القومي للدولة العراقية وتدخل في عمق الاسرار الامنية وجعلها عرضة بمتناول الارهابيين ومن يطبل لهم من المرتبطين بأجندات خارجية تعمل ليل نهار من اجل الاطاحة بالتجربة الديمقراطية العراقية .
ولا بأس من محاربة الفساد بل يجب ان يكون وفقا للمعايير القانونية وفي اطار المؤسسات المعنية به والتي تتابعه من خلال المحاكم وغيرها والعمل على الحد منه بكل الطرق والوسائل المتوفرة لدى تلك المؤسسات المختصة لأن أساليب التشهير والتسقيط طالت حتى الاناس المهنيين والوطنيين بحيث بات الكثير منهم يتخوف من أي انجاز يريد القيام به خوفا من التشهير به او تسقيطه علنا عبر الفضائيات المسمومة او الصحف المطبوعة التي لا شغل لها سوى التنكيل بهذا الطرف او ذاك وهي اساليب اقل ما يقال عنها رخيصة وقذرة المعايير فكيف يمكن بناء دولة قوية الوجود مع تلك الاساليب التسقيطية التي يستخدم فيها كل اسلحة النفاق والكذب وقلب الحقائق مع اقترابنا من عملية الانتخابات البرلمانية القادمة ليدخل الصراع في اوسع ابوابه ويكون خارج حدود الاخلاق السياسية المتعارف عليها في بلدان اخرى متطورة في العالم.
|