ارقام مخيفة للعنف وحكومة باحصاءات مضللة

 

 

 

 

 

 

ان العنف الذي استمر أكثرمن عشرسنوات،خلف عشرات الآلاف من القتلى وتدميراطال مختلف فئات المجتمع العراقي،ومن المؤلم تفتقر مؤسساتنا العراقية الى اية قاعدة بيانات وطنية عن ضحايا العنف وهناك احصاءات متناثرة ومتناقضه ومتفاوتة بين وزرات الداخلية والدفاع والصحة وحقوق الانسان ومراكز العمليات الوطنية اوجهاز مكافحة الارهاب او الامن الوطني ، واذا اخذنا تصريحاتهم واخضعناها للتحليل والتدقيق نجدها متناقضة وبغياب مرجعيه وطنيه لاحصاء الضحايا وان الارقام الرسمية الحكومية غير دقيقة ولاتمتلك ارقام تقريبية على الضحاياالعراقيين، ولم تعرض اية جهة حكومية عدد ضحايا العنف من عام 2003 لغاية 2013 باستثناء تقارير لوزارة حقوق الانسان للسنوات( 2007و2008و2009 ) ،اما بقية الجهات تعتبرها ضمن الامور المحظور نشرها ، ان عدم التصريح بعدد الضحايا أمريشوبه الغموض بشكل عام حيث تمتنع الجهات المعنية الكشف عنه بسهولة ، بالاحرى لاتوجد لديهم قواعد بيانات دقيقه ، مما اضطرني بالبحث عن احصاءات دولية ، ووجدت ضالتي ببرنامج تاسس عام 2003 من قبل مجموعة من المتطوعين من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الذين شعروابمسؤوليتم الانسانية لضمان عدم إهمال العواقب البشرية الناتجةعن التدخل العسكري بالعراق ، ويعمل البرنامج لغاية الوقت الحاضر ، ويمتاز بدقه البيانات المنشوره، يسجل المشروع عدد الشهداء المدنيين الناجم عن العنف منذ غزوالعراق عام 2003 ولحد الان . وتشمل قاعدة البيانات الوفيات التي تسببت فيها قوات التحالفأ والمليشيات المسلحة أوإثر الهجمات الإرهابية .
وقد وثق المشروع عددالشهداء من المدنيين ( 122438) ،الحصيلةالسنوية لعدد الشهداء المدنيين العراقيين منذ 2003 ابتداء من 20 آذار ولغاية نهاية عام2012
في عام 2004السنةالثانية (14007) ، ( 12001) في عام 2003السنة الأولى 
في عام 2006السنةالرابعة(31418)، ( 17026) في عام 2005السنة الثالثة 
في عام 2008السنةالسادسة (7829) ، ( 20930) في عام 2007السنة الخامسة
في عام 2010السنةالثامنة (4133) ، (4747) في عام 2009السنة السابعة
في 2012السنةالعاشرة (4250) ، (4433) في عام2011 السنة التاسع
ورصد البرنامج ضحاياالعنف العراقيين حسب المهنة وقد استطاع البرنامج أن يحدد وظيفة حوالي 23600 ضحية،يشمل ذلك على حوالي 700 مهنة. وكان العدد الأكبر هو ( الشرطة ) بالإضافة إلى( الصحفيين) تكون مهنتهم أكثر ذكرا وبالتالي يكونون الفئة المسجلة على نحو أكثر اكتمالا المجموعات التي يسجلها المشروع حسب المهنة وأرقام القتلى المسجلة لكل منها تشمل : (10,234) شرطة ، (288) صحفيون
وقد سجل البرنامج ( نوع حوادث القتل) خلال هذه الأعوام العشرة 41636 مدنياعن طريق المتفجرات (بمن فيهم 13441 في هجمات انتحارية) وقتل 5725 في هجمات (عادة ماتنطوي على ذخائرمتفجرة)،و64226 عن طريق إطلاق نار. كان هناك 81 عملية تفجير ذات مستوى عالٍ خلال الفترة التي تلت الغزو وكل منها أدى إلى مقتل 85 شخصا وجرح 200 (عدد القتلى 6879 والجرحى 16340). وقد كان 2007 العام الأسوء بالنسبة لهذه الحوادث،فقد وقع فيه 20 من هذه الحوادث،نصفها في بغداد شهدت هذه المدينة الخسارة الكبرى في العدد الإجمالي للقتلى، 58252 روح ازهقت (48% من عدد القتلى) ولاتزال المدينة تشهد العدد الأكبر من القتلى عاما بعد عام. ولكن عند أخذ نسبة القتلى إلى عدد السكان تأتي بغداد في المرتبة الثانية بعد محافظة ديالى،فقد كانت نسبة القتلى إلى عدد السكان 8 بالألف بينما كانت النسبة في ديالى 9 بالألف. هناك محافظات أخرى تضررت بشكل كبير أيضا،منها الأنبار بمعدل 6 قتلى لكل ألف من السكان وكذلك صلاح الدين 5 بالألف. وعلاوة على ذلك كانت هذه المحافظات الثلاث الأخيرة المناطق ذات المعدلات الأعلى من العنف (بالنسبة لعدد السكان) في عام 2012 
وقد استطاع المشروع الحصول على معلومات ديموغرافية من بين 50000 ضحية الذين تم التعرف عليه هوياتهم،يشكل الرجال 75% منهم بينما تشكل النساء 11% والأطفال 14%. مايدل على أن الأطفال شكلوا نسبة أعلى بين ضحايا التفجيرات الانتحارية الذين تم التعرف عليه وياتهم بالمقارنة مع نسبتهم بين ضحايا العنف المسلح بشكل عام التي كانت 9%. أما فيما يتعلق بنسبة عدد المصابين إلى عدد القتلى في كل التفجيرات الانتحارية فقد كانت أعلى بقليل بين النساء مما هي عليه بالنسبة للرجال،ولكنها كانت أقل بين الأطفال مما كانت عليه في كل من فئة الرجال والنساء مايشير إلى أن احتمال نجاتهم أقل من احتمال نجاة البالغين في حال تعرضهم للتفجيرات الانتحارية. فقد مات طفل عراقيواحد على الأقل في (16%) من حوادث التفجيرات الانتحارية المسجلة (159 من 1003)،أما موت أمرأة أوطفل فقد تم تسجيله في مالايقل عن (21%) من حوادث التفجير (211 من أصل 1003 حادثة
الخلاصة
في البيئة الحكومية العراقية التي اصبحت ميزتها الأبرز الكذب والتضليل افرزت معلومات مخجلة عن ضحايا العنف متسمة بالامبالاة ، في حين ان هناك الحاجة الملحة هي لمزيد من الحقيقة في ارقام واضحة، وليس التلاعب بأرقام منفصلاعن الواقع ، وضرورة العمل لترسيخ فهم صحيح للتداعيات الإنسانية. وعندما يموت الناس الابرياء لايكفي مجرد إعلان عدد القتلى ، فالأهم من ذلك هو معرفة من هم هؤلاء الضحايا ، وكيف نعالج ونرتقي بمتطلبات عوائلهم .