شُكلت لجان برلمانية عديدة و بالعشرات للنظر في قضايا كثيرة تُعد بالمئات ، وهي تخص أمورا تتعلق بعمليات إرهابية بارزة و ذات نوعية إجرامية استثنائية و كذلك في مظاهر الفساد الضخمة و المستشرية ، و كان أخرها تشكيل لجنة برلمانية خاصة للنظر في مداهمة سجن " أبو غريب " الشهيرة وهروب المعتقلين من عتاة أمراء " القاعدة الجزارين ، تلك المداهمة التي ادهشت العالم و أثارت استغرابه ، وذلك لخطته الجريئة ( بسبب تواطؤ بعض المسئولين و الحراس من داخل السجن ) و سهولة تنفيذها ومن ثم النجاح الباهر و الفائق في هروب أكثر من ألف سجين و معتقل ، و حيث تبخروا بشكل سريع كزئبق و كافور في المنطقة المحيطة بالسجن ، على الرغم من إن المنطقة تعج بعشرات من سيطرات ونقاط تفتيش متقاربات !!.. وعبثا انتظر الشارع العراقي نتائج تحقيقات هذه اللجان البرلمانية لترى النور والعلنية والملأ لكي ... نقول لكي يعرف و يعلم الشارع العراقي ماذا يجري خلف الكواليس السياسية و بين أروقة المنطقة السوداء واللعنة الرمداء التي تُعد مصدر النوائب و المصائب للعراقيين ، و حيث تُقرر مصير الشعب العراقي مجموعة من سفهاء عبر صفقات سياسية أو توافقية حمقاء ، ومن خلال سلسلة مذابح ومجازر لا لها بداية و لا نهاية ، وكلها فظائع شنعاء !.. وقد أعلنت هذه اللجنة البرلمانية الأخيرة بأنها قد أنهت مهماتها وتحقيقاتها بشأن مسألة مداهمة سجن " أبو غريب " وما رافقتها من عملية تهريب مئات من السجناء ، غير إن نتائجها هي الأخرى ، و كالعادة ، و على الرغم من مرور شهور طويلة لم تر النور ، لأن خيوط التحقيق ( وحسبما صرح منوها أحد أعضاء اللجنة البرلمانية ) تشير إلى تواطؤ بعض من سلطات وأجهزة أمنية عليا مع الإرهابيين بغية تسهيل عملية الهروب هذه .. طبعا لغاية في نفس يعقوب .. ومهما كان الأمر والحال ، فنحن نرى بأنه من حقنا كمواطنين عراقيين أن نتطلع على نتائج هذه التحقيقات البرلمانية ، و ذلك نظرا لحجم و خطورة هذه القضية الاستثنائية بالدرجة الأولى أولا ، ولأن العمليات الإرهابية قد ازدادت وتفاقمت نوعا و كما و بشكل متسارع وكثيف ورهيب بعد عملية الهروب الشهيرة تلك ثانيا ، وجراء ذلك أو بسببها تسقط يوميا مئات من الضحايا الأبرياء بين قتيل وجريح أو معوق أبدي ، هذا ثالثا !.. فمتى سترى النور هذه النتائج ، ليعرف الشارع العراقي ماذا جرى و حدث بالضبط ؟!.. لأن الدماء النازفة والمسفوحة بغزارة لضحايا الإرهاب قد وصلت حتى الركبة و إلى ما فوق أيضا.. و الحبل على الجرار !..
|