علمنة الدين

 

يعتبر الكاتب المصري والحائز على جائزة نوبل للأدب نجيب محفوظ من ابرز وأشهر الكتاب العرب الذي تناول العديد من القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية وأثارت العديد من رواياته وكتبه حفيظة رجال الدين، والذين شنو حملة كبرى ضده وبسببها تعرض لمحاولة اغتيال نجا منها باعجوبة .قدم نجيب محفوظ خلال تجربة حياته ومعايشته لرجال الدين، والفكر الديني أطروحة رائعة ممكن ان نسميها ( علمنة الدين) والتي تعني تحقيق ثورة داخلية فيه تشبه من بعض الأوجه الثورة التي أحدثتها البروتستانتية في المسيحية والتي تمخضت عن الإصلاح الديني الكبير في القرن السادس عشر وما تبعه من إصلاح ديني مضاد في قلب الكاثوليكية نفسها وإذا أردنا ثورة في التحرر من الفكر القرون أوسطي كما يقدمه نجيب محفوظ في كتاباته يضع خمس شروط أساسية للانطلاق نحو علمنه الدين .

الشرط الأول: فصل المجال العلمي عن المجال الديني ،وإطلاق يد العلم بلا قيد او شرط .لا العلم الطبيعي وحدة وإنما كل العلوم الإنسانية والاجتماعية وما يستطيع ان يفعله الدين هو ان يبارك خطى العلم في مسعاه الى المعرفة لا ان يضع القيود.

الشرط الثاني: تحريره من المؤسسة الدينية .فحيثما يتحول الدين الى مؤسسه يخرج عن الهدف الذي وجد من اجله وهو طلب الخير للجميع بلا استثناءاو تميز.

الشرط الثالث: إعادة توظيف قيمة اي الدين في سبيل الدنيا والإنسان حين ان لاهوته الوحيد المبرر في نظر نجيب محفوظ هو لاهوت العمل وجعله العمل هو الصلاة اليومية للإنسان المعاصر واعتبار مقياس تدين الانسان الحق هو( العلم ) ومن هنا كانت إدانته الصارمة لكل تلك الفئات التي الذين يتخذون من الدين بحد ذاته حرفه وبديلا عن العمل المنتج .

الشرط الرابع: توكيد حرية الانسان وبالتالي المسؤولية الإنسانية فالإنسان في نظر نجيب محفوظ هو الصانع الوحيد لمصيره وهذا الفاعلية للإنسان لدى نجيب لا تتنافى مع التسليم بوجود الله لدى نجيب محفوظ وبالمقابل إعادة النظر بمقولات لاهوتية عن العناية الإلهية .فالله ليس شيالا للهموم ولا مشجبا نعلق عليه مشكلاتنا ونستسهل او نستحلي ان نكون عاله علية .

الشرط الخامس :إعادة فتح باب الاجتهاد وتعني سريان مفعول الزمان من جديد على إحكام الدين التي تنزع النظريات اللاهوتية الى تصور ها كأنها عابرة للقارات وكأنها عابرة للزمن ومتعالية عليه .

من خلال هذا الاركان الخمسه التي يقدمها نجيب محفوظ يقدم قواعد ننطلق من خلالها لوضع خارطة طريق لحياتنا وخاصة ما نمر به من تداخل بين دور الدين ودور العلم والسياسة وما تعيشه المنطقة العربية من اضطرابات وحروب هي بسبب هذا التداخل والتناحر . وما جعل العراق محرقة وجحيم بسبب سلطة الفكر الديني والثقافة الدينية. المنتفعة من التردي الفكري والمعرفي فهل تكون هذا خطى نحو النور .

ومضه:

إن الله قد خلق النجوم الجميلة ليحرضنا على النظر إلى الأعلى

نجيب محفوظ

ملاحظة :افكار المقاله ماخوذه من كتاب جوج طرابيشي (من النهضه الى الردة تمزقات الثقافة في عصر العولمة)