يحكى في قديم الزمان , اراد الملك ان يتنزه في الغابة , فسأل الوزير المختص بالطقس .
- كيف حال الطقس اليوم ؟
- رائع . رائع جدا , ومناسبا للخروج للتنزه .. قال الوزير بالاغتباط والفرح الشديد . فخرج موكب الملك والملكة , في جولة تجوالية في الغابة . وحينما وصلوا الى الغابة , حتى انقلب الجو فجأة , حيث الرياح والاعاصير , وبدات الامطار الغزيرة تهطل بشدة وعنف , سقطت الملكة في الطين , وصار حال الملك يرثى له , وهم يفتشون عن مغارة تحميهم من الامطار الساقطة بعنف ومن الطين , لاح لهم من بعيد كوخا يخرج منه دخان اسرعوا بهمة اليه , استقبلهم الحطاب الذي يجمع الحطب وادخلهم داخل الكوخ . فوجه الملك سؤال الى الحطاب .
- لماذا لم تخرج اليوم لجمع الحطب ؟
- كنت اعرف بان الطقس سيكون سيئا للغاية هذا اليوم
- من اعلمك بذلك ؟
- عرفت من حماري يا سيدي .
- كيف عرف الحمار الطقس ؟
- عندما انظر الى حماري , فان وجدت أذناه واقفتان , اعرف بان الجو سيكون سيئ , واما وجدت أذناه نازلتان , عرفت بان الجو سيكون مناسبا للعمل
تعجب الملك من حماره , واشترى الحمار من الحطاب . وعين الحمار وزيرا للطقس , ومنذ ذلك الحين ولحد اليوم صارت الحمير تتولى المسئوليات والمناصب الرفيعة . . وذلك تجرعت الحكومة العراقية الاهانة البالغة , والصفعة الساخنة للدولة العراقية , بان مجرم مدان يستقبل بحفاوة وتكريم , حيث وصل المدان ( طارق الهاشمي ) الى العاصمة البلجيكية ( بروكسل ) بحماية الشرطة البلجيكية , بدعوة من الاتحاد الاوربي للمشاركة في مؤتمر ( حقوق الانسان ) , اين العلة والخلل والنقص , في الاتحاد الاوربي ام في الحكومة العراقية ؟ التي تعرت وكشفت عن عورتها امام انظار العالم , بانها لا تملك السمعة والمكانة المناسبة في المحافل الدولية ومنظماتها ومؤسساتها , وان هذا الخارق جاء بسلسلة من التراكمات من عمل الحكومة العراقية , انه ينتزع المصداقية والجدية والنزاهة للقضاء العراقي امام دول العالم . فحين يصرح رئيس الوزراء بانه يملك ملفات دامغة تدين بالارهاب والفساد المالي , ولا يكلف نفسه بتسليمها القضاء العراقي . ماذا يدل ويعني , هل هو احترام بقدرة القضاء العراقي بتحمل المسئولية ام العكس ؟ تناحر مسئولي الدولة وخصامهم وتبادلهم الاتهامات الخطيرة , بما فيهم بعض اعضاء برلمان حزب الدعوة , وادعائهم بان القضاء العراقي فاقد المسئولية , والمصداقية وانه مسيس , ومسير حسب الضغوط ويلبي مطالب الحكومة , وخاصة ائتلاف دولة القانون , هل هذا الاتهام يعني الطعن في القضاء العراقي ام احتراما له ؟ عندما يهربون الوزراء مع الاموال المنهوبة والمسروقة من اموال الدولة والشعب , وحسب تقرير لجنة النزاهة البرلمانية , تسع وزراء , ولم يقدم اسماءهم الى ( الانتربول ) الشرطة الدولية , لجلبهم مقيدين بالاصفاد . ماذا يعني هذا التماهل وغض الطرف عنهم من جانب القضاء العراقي , هل يدخل هذا في احراز مكانة وسمعة ومنزلة في المحافل الدولية ام العكس ؟ رغم اصدار عليه احكام وعقوبات تتعلق بالارهاب والاختلاس والسرقة من اموال الدولة . ماذا تعني هذه التبرءة , هل هو استخفاف واستهزاء باحكام القضاء العراقي , ونزع ثوب المصدادقية , باعتبار مسيس يتلقى الاوامر من فوقه ام العكس ؟ عندما يصدر القضاء العراقي امر بالقاء القبض على المدان ( طارق الهاشمي ) ومنعه من مغادرة العراق , في نفس الوقت يقوم نائب رئيس الجمهورية ( الخزاعي ) يودعه من مطار بغداد , رغم علمه بقرار القضاء العراقي , ماذا يعني هذا العمل الطائش , هل هو احترام للقضاء العراقي , ام استخفاف واستهزاء به ؟ وهل ظلت مصداقية للقضاء حين يلعب الفساد المالي والرشوة دورها الحاسم في احكامه؟ هل يتوقع القضاء العراقي احترام قراراته واحكامه من دول العالم ؟ حقا المصائب والمحن تتقاطر على العراق المظلوم , عندما يكونوا الحمير رجال الدولة.
|