الحجاج يَنحرون الأضاحي وبغداد تنحر أبنائها

 

لم يحدث ان نحرت مدينة في صبيحة أعيادها العشرات بل المئات من أبنائها كما تنحر الأضاحي في يوم الحج الأكبر وكما هو الحال في بغداد التي ودعت يومها الثاني من عيد الفطر المبارك بتفجير أكثر من (12) مفخخة خلفت ورائها المئات بين شهيد وجريح في احدث موجة عنف تضرب العاصمة بغداد وإحيائها ليتواصل بذلك مسلسل الانهيار الأمني اليومي وعجز الحكومة والأجهزة الأمنية في وقف هذه الهجمات او الحد منها. ورغم ان مسلسل الخروقات اليومية أصبح امرأ مألوفا من قبل العراقيين بصورة عامة والبغداديين بصورة خاصة الا انه ومع الأنباء التي تحدثت عن خطة أمنية خاصة بالعيد طفت عند البعض هواجس حسن الضن واعتقدوا ان ما تقوله قيادة عمليات بغداد والمتحدث باسم الداخلية كلام شرف وينطوي على المصداقية الا ان الخطة الأمنية التي أعلن عنها فشلت واخترقت واستبيحت بغداد في ثاني أيامها لينكشف كذب وزيف الإجراءات التي أعلنت عن الجهات العسكرية المعنية. وتصريحات القيادات الأمنية عن القدرة والسيطرة التي صدرت عن عمليات بغداد او عن وزارة الداخلية تعتبر غير مسؤولة وغير منضبطة وتدخل في باب عدم الشعور بالمسؤولية وهي سبب مباشر في استرخاص الدم العراقي بل ان هذه الجهات هي من تتحمل مسؤولية هذه الدماء لانها عندما صرحت بمثل هذه التصريحات فتحت نافذة من باب الأمل للعوائل والشباب والأطفال لان يعتقدوا بصحة ما جاء في هذه البيانات والتصريحات العنترية ويخرجوا الى الشوارع والمتنزهات لكن هذا الخروج كلفهم أرواحهم او أجزاء عزيزة من أبدانهم. ان وزارة الداخلية وقيادة عمليات بغداد تتحمل مسؤولية الأرواح البريئة والدماء المستباحة والأشلاء الممزقة التي تتناثر يوميا في بغداد بسبب المفخخات والأحزمة الناسفة بما تطلقه من تصاريح كاذبة تتمثل بقدرتها على مسك الأرض والتضييق على الإرهاب والإرهابيين الا ان الحقيقة خلاف هذه التصريحات وان من يمسك الأرض ويحرك الرأي العام هم المجاميع الإرهابية ولو ان قيادة عمليات بغداد ووزارة الداخلية صادقة في دعواها لما حدثت هذه الخروقات اليومية. كان على وزارة الداخلية والمتحدث باسمها وعلى قيادة بغداد ومن ورائهم القائد العام للقوات المسلحة ان يعترفوا بفشلهم وان يطلبوا من الأهالي عدم مغادرة منازلهم وان يُحملوا من يخرج من بيته مسؤولية دمائه حتى يكونوا معذورين في ما يحصل من انتهاك للحرمات وتفجير للسيارات وأنا اطمأن المالكي وحزبه ومن معه ان الاعتراف بالفشل إبراء للذمة وشجاعة متناهية كما ان هذا الاعتراف لن يؤثر على مقبوليته لان شعب يقبل ان يُضحك عليه وان ينحر يوميا كالأضاحي لا فرق عنده بين الحقيقة وبين السراب. اعتقد ان من تهون عليه دماء العراقيين سيسترخصها في كل الأوقات ولهذا فان دمائنا عندما استبيحت صبيحة ثاني يوم عيد الاضحى المبارك نتيجة طبيعية لمقدمات فشل وكذب الحكومة والمؤسسة العسكرية.