دلالات استضافة طارق الهاشمي

 

بدعوة رسمية من البرلمان الاوروبي القى نائب رئيس الجمهورية السابق طارق الهاشمي كلمة في مقر البرلمان في بروكسل تحدث فيها عن التحديات التي تواجه العراق على صعيد حقوق الانسان والقضاء وملف الاعدامات والفساد والحراك والانتهاكات التي ارتكبت بحقه في الحويجة والبطالة والتدهور الامني وغيرها.

وقد سببت هذه الدعوة والاستضافة حرجا كبيرا للحكومة العراقية ولشخص رئيس الوزراء وذلك لمالهذه الاستضافة من دلالات تركته في حالة من الذهول والاستغراب .
فطارق الهاشمي ادانه القضاء العراقي وحكمه بالاعدام غيابيا وقد احاطت بقضيته الكثير من الشكوك واثيرت حولها العديد من علامات الاستفهام.

واولها هو السماح له بمغادرة مطار بغداد الدولي والتوجه نحو اربيل عاصمة اقليم كردستان وتوجيه الاتهامات له بعد مغادرته. فيما ادعي تعذيب مرافقيه للحصول على اعترافات فضلا عن موت احدهم بعد اعتقاله . وكذلك رأى البعض ان استهداف الهاشمي كان ضمن سياق مخطط نفذه المالكي لتصفية خصومه السياسيين كالهاشمي والعيساوي وغيرهم.

وقد صدرت مذكرة من الانتربول باعتقاله بعد مغادرته العراق الى تركيا الا ان الاتحاد الاوروبي وجه دعوة له واستضافه البرلمان الاوروبي كقائد سياسي عراقي فما هي دلالات ذلك ؟

اولا :ان استضافة البرلمان له تعني ايمانه ببراءته من التهم الموجهة اليه والا فكيف يستضيف البرلمان ارهابيا مدانا محكوما بالاعدام ؟

ثانيا: ان هذه الاستضافة تعني عدم ايمان البرلمان الاوروبي بعدالة القضاء العراقي وانه مسيس ويخضع لرغبات السلطة التنفيذية الممثلة برئيس الوزراء التي حولت القضاء الى اداة لتصفية خصومها السياسيين بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية والقومية والحزبية .

وهذا القضاء يصدر الاحكام الجائرة بحق كل من يخالف المالكي ولذا فقد افقد المالكي القضاء هيبته ولم يعد له اعتبارا دوليا ولا داخليا وما استضافة الهاشمي الا اكبر دليل على ذلك.

ثالثا : ان هذه الاستضافة تعكس فقدان الحكومة العراقية لمصداقيتها وانها لم تعد تحظى باحترام على المستوى الدولي . فالهاشمي بنظر الحكومة مجرم ارهابي مدان فهل يستضيف البرلمان الاوروبي مثل هكذا شخص لو ان الاتحاد الاوروبي يتبنى وجهة نظر الحكومة ؟ ان استضافته تعني بان البرلمان الاوروبي لايقيم وزنا للحكومة العراقية وادعاءاتها في هذا الشأن.

رابعا: ان استضافته تعني اعادة تأهيله مرة اخرى للعب دور سياسي في العراق بعد ان كادت قضيته تنسى .وهو امر يكشف عن توجه جديد للاتحاد الاوروبي للعب دور في العراق .

خامسا:ان هذه الاستضافة ستعطي زخما للهاشمي الذي سيبدأ نشاطا سياسيا في الايام القادمة وقبيل الانتخابات النيابية ولايستبعد تشكيله لقائمة لخوض الانتخابات.

سادسا: ان هذه الاستضافة ستفتح الباب على مصراعيه امام الهاشمي لزيارة العديد من دول المنطقة والعالم التي لن تتحرج عن استقباله بعد اليوم وذلك بعد ان اصدر البرلمان الاوروبي حكم برائته ووثيقة تأهيله سياسيا .

سابعا: ان هذا الاستضافة تعكس فشل الحكومة العراقية على الصعيد السياسي في تسويق وجهات نظرها دوليا وخاصة لدى مؤسسات هامة عالميا كالبرلمان الاوروبي وهو ما يعني ضعف الدبلوماسية العراقية وبالمقابل فهي تعني نجاحا منقطع النظير لطارق الهاشمي .

انها ضربة من العيار الثقيل تلقتها هذه الحكومة الغارقة في بحر الفساد والصراع على النفوذ .