سلسله تفجيرات ارهابيه، و ٣٧٨

 

شاع في بعض وسائل الاعلام و بعض وسائل التواصل الاجتماعي خبر مفاده ان القاتل المتسلسل المدعو بالشيشاني المرتبط اسمه بالرقم ٣٧٨، قد قتل بالفعل ، و انه مجند ارهابي شرس و كان يعاني من طفوله معذبه.
و لكن ليس هناك اشاعه من اي نوع حول سلاسل التفجيرات التي تهز العاصمه العراقيه بغداد و تمتد الى الموصل و الى مناطق اخرى في المنطقه فهي حقيقه اكيده و من لم يستشهد جراء السقوط في افخاخها، يبقى معوقا.. الاعداد من الشهداء من الابرياء و المدنين مفجعه انسانيا و كذلك الخسائر الماديه.
تتابع التفجيرات المخطط لها، بدقه زمنيه عاليه، و تتزامن في التوقيت و تختلف في الاماكن و الساحات، اي ان التواصل بين المنفذين سهل و ميسر و على درجه عاليه من التشفير بحيث يصعب فك رموزه بسهوله، مما ينذر بان هناك معامل حسابي يحكم الاشراف على العمليات بالاضافه الى اشراف و متابعه جدا قويه لكل الصور الايجابيه الحيه و المعنويه التي تحاول وسائل الاعلام القنوات العراقيه التركيز عليها و على عرضها لرفع معنويات هذا الشعب المطعون بدل المره الف الف مره، فيتم استهداف الاماكن التي يتباهى بها العراقيون علي اعتبار انها ما تبقى ، او ما تم ترميميه و اعاده بنائه، اذا هذه الشراسه تحتاج متابعه استخباريه-تكنلوجيه عاليه و متقنه تماما مثلما وصف السيد الجلبي في اخر مقابلاته الصحفيه و التي اعرب فيها عن استعداده للامساك بالملف الامني العراقي من باب انه يعتبر ان القضيه امنيه و تخص كل عراقي قادر على عرض و تقديم حلول قابله للاداره و التطبيق لتحقيق النتائج المطلوبه و هي امن و امان العراق
ان مقوله ( سيف ذو حدين) تعد قديمه و باليه، لان العدو صار يملك سيفا انشطاريا، ناسفا و لا حدود لوحشيته و ليس له تقاليد تحرم قتل او ذبح الاطفال او المدنين و ايا من الابرياء، هو عدو لكل شيء و اي شيء، و يجد في الخلل السياسي المسيطر على المشهد العام في العراق و المنطقه مدخلا مناسبا للمزيد من الانجازات الخسيسه.
اذا من الجانب الطليق و الارهابي، الحسابات هنا كلها رقميه بحته، و لا يعني له تحليل الارقام اي شيئ. المهم الكميه الرقميه، اي ان الارض يجب ان يباد كل من عليها، و اذا احتاج الامر نبش اضرحتها و قبورها لاعاده تصميمها من جديد الى مرتعه تلم المتآخين بقطع الرؤوس و اغتصاب النساء، و استعاده حروب البرابره،فلما لا،  او ان يكون الحل من منظور البعض هو تسيلم الغنائم و الارض الى الى الراعي و الممول وهذا ما نفاه امراء البرابره من حيث انهم يجدون انفسهم الانسب لاستلام حكم قطع الرقاب و اغتصاب النساء و الاطفال كما انهم يمنهجون اعلامهم على انهم سيتمكنون من حكم العالم يوما ما، و بالتالي هم في حقيقتهم يعتمدون على مبداء نوعي مفاده ان تنظيمهم متفرع الى عده اغصان جميع ثمارها المزيد من الارهاب و تاجيج الذعر بين البشر.،،،
هناك حكمه يكررها هواه السفر الذين كنت منهم منذ عمر المراهقه، و هي ان السفر الطويل ليس مثل الاجازه السياحيه العابره، طبعا هذه الحكمه اساسيه و مهمه في تخطيط و اختيار زوايا و مراحل السفر، من اي زاويه هم يريدون الاندماج مع المجتمع او الحضاره التي سافروا اليها، و على هذا الاساس يتشكل فارق هام بين السائح  كمسافر مؤقت وبين من يجعل الحياه نوعا من السفر و الرحيل له تقاليده و خطوطه الاساسيه.
المسافر مثلا، لو قراء السطور السابقه، سيتبادر الى ذهنه سؤال يمكن ان يكون مهما، و هو: ما علاقه الشيشاني صاحب ال 378 مذبوحا و بين سلسه تفجيرات ارهابيه تهز العراق، و التي كان اخرها يوم امس الدامي الذي جاء بعشره سيارات مفخخه اتت على من اتت عليهم من الابرياء مع الدقه المتناهيه في التوقيت و التفخيخ؟
السائح قد يعتبرها مجرد صدفه، من حيث ان علاقته مع المكان الذي زاره كانت مجرد فتره رخاء محدوده و انتهت بذكريات جميله عن ذلك المكان و لكن المسافر قد يقراء الخبر بطريقه مختلفه خاصه و انه قد اشيع اعلاميا ان الذباح الشيشاني يمكن ان  يسافر بين مسافات طويله لاجل ذبح ضحيته التاليه، اي انه يعرف وجهته التاليه اما على اساس تواصل دقيق و شفره فعاله قد تتطاير مع الاثير الصوتي لوسائل الاعلام او اجهزه التواصل و حلقات التواصل الاجتماعي، او من خلال خارطه مرسومه و مخططه مسبقا. ولكن في كلا الحالتين، المسافر لن يستطيع قراه سيره الشيشاني على انها سيره ارهابي-انتحاري، بقدر ما انه سيتسائل ما اذا كان الشيشاني، قاتل متسلسل كان قد درب فعلا على ارتكاب جرائمه منذ الصغر و بتخفي متقن ، و ان من جهزه و دربه اراد له ان يقوم بهذه الوظيفه دون غيرها، و بالتالي يمكن جدا ان يشتبه البعض بان الذي قتل في اللاذقيه هو الشيشاني و ذلك تمهيدا لاخفائه و اعاده ظهوره في مكان اخر، كلحله او كربلاء مثلا، خاصه و انه عاش مشردا منذ لحضات قتل والديه و اخوته و انه كان صغيرا حين ذاك، فلما كبر، و ترعرع، عرفت عنه جموع الابرياء و الضحايا منذ عام 2012؟! حين التحق باخوته و قبيلته من الذباحين المشردين في ربوع الشام، لتاسيس دوله الشام الجديد
ان حيله الدي-ان-ايه، يصعب جدا تطبيقها في حاله الشيشاني، خاصه ان قصه انه مقطوع من شجره كانت هي اساس تصنيفه اعلاميا على الاقل، مالم يبرز له اقارب في مكان ما في العالم يطالبون بالتاكد من جثته…. التي يعتبرها القاعديون تقع تحت تصنيف ( تبقى الاسود اسودا و الكلاب كلاب )  ولكن بين اسدهم و القناص الذي اودى بحياته يوجد تساؤلا مشروعا و 378 مذبوحا و سلسه من التفجيرات الارهابيه التي تهز العراق على مدى الاشهر الماضيه.