مصير التقارب الأميركي- الإيراني..؟!

 

 

 

 

 

 

تعيش قيادات بعضها بالكاد يعرف القراءة والكتابة. يعرف التوقيع على (الشيكات) فقط. يتلعثم باللغة العربية ولكنه يعرف الصمت ويشير بإصبعه. ولا يحب أن يسمع من الكلمات إلا إسم طال عمرك. وفي العراق (مرحباً مولاي). تعيش قلقاً من مجرد إتصال هاتفي بين الرئيسان (أوباما- روحاني) فمصافحة فلقاء وزيرا خارجيتهما. أقلق الجميع الذي يخشى الصفقة. أية صفقة؟.. صفقة التراجع الأميركي عن دور الدولة (الأعظم) إلى دور الدولة (العظمى). الفارق بين التسميتين هو أن "الأعظم" تظل (الأولى) أما "العُظمى" فهي واحدة من "إثنتين" أو "ثلاث" ولكلٍ منها مصالحها أو قسمتها من "النظام الدولي" وحضورها ومغانمها وصوتها في عملية إعادة النظر بالمغانم.

مجرد إتصال أقلق أهل المصالح في "الخليج العربي" أولاً، لأن "السعودية" تخشى من صفقة على حساب "البحرين" تضع "إيران" على حدود "منطقة النفط الشرقية" ذات اللون المذهبي الذي ترفع إيران رايته وتزعم أنها تدافع عن حقه التاريخي وحقوقه الأُخرى.. وللبحرين تتمة..؟؟

وأقلقت الثورات العربية، التي إعتبرت نفسها تصحيحاً لواقع ساد بلدانها لزمن طال وآن أوان إقتلاع باطله، أو إعادة تشكيله وتمثيل حقه. 

وأقلقت أنظمة أخرى تعيش على هامش الصراع بين مركزي القوة "الشيعي" في إيران، و"السُني" في السعودية. لم نذكر "مصر" لأنها مشغولة بتصحيح أوضاعها ومنسحبة موقتاً من الصراع فهو يجري قريباً منها ولا أثر لها فيه أو دور. بعد عبد الناصر لم تعد مصر هي مصر. إنها تبحث عن دور لا تجده لأنها غادرته وغادرها. يبحث عنه أيضاً جوارها والكثيرون ممن أغرّتهم غزارة الموارد ورأوا فيها بديلاً من حضور لا يشتريه المال، بل القوة بكل أبعادها. 

إلى أين تقود هذه المهاتفة الأميركية- الإيرانية؟.. هل تقود لتسويات كُبرى على امتداد المنطقة تستعيد فيها إيران دور الدولة (الأُم) لكل أهل "الشيعة"، وتركيا دور (الأُم) لكل أهل "السُنة" ويبدأ البحث عن بدائل لآخرين. أم تقود لنزع فتيل الحرب موقتاً ريثما تولد شروط نزاع آخر يتم توظيفه في لعبة التغيير، ويكون بديلاً من الصراع العربي- الإسرائيلي الذي أصبح ثانياً بل ومتأخراً، إستُهلِكَ وفقد بريقه وحضوره؟..

أسئلة كثيرة طرحتها تلك المصافحة العابرة والمرتبة في آنٍ واحد، وربما كان لها عند البعض فعل زلزال لأنها كانت مجرد رسالة أولى. ضمن مجموعة رسائل توزيع الأدوار والحصص بالتساوي أو بحجم خزين النفط والنفوذ. من ضمنها رفض "السعودية" عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن لها حق التعطيل والتفعيل في آن يمكن توظيف صوتها في الإحتواء والتأجيج.. وللصراع تتمات كما للحديث تتمة.