بين بروکسل و واشنطن.. الهاشمي يتحدى

 

لايبدو أن طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية العراقي قد إستسلم بتلك الصورة التي تم تصويرها عنه و ألقى بأسلحته أمام غريمه نوري المالکي رئيس الوزراء العراقي، إذ ان زيارته التي أجراها لبلجيکا على أثر دعوة رسمية وجهت له من جانب البرلمان الاوربي، کانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير و جعلت من المالکي في موقف حرج لايحسد عليه أمام الشعب العراقي و العالم کله.

الاستقبال الرسمي الحفاوة التي حظي به طارق الهاشمي في مطار بروکسل الدولي و کذلك أثناء تواجده في العاصمة البلجيکية، و التعامل معه على أساس منصبه کنائب لرئيس الجمهورية في العراق، أثبتت من جديد قوة و صلابة هذا الرجل في مواجهة الاعصار السياسي العنيف الذي واجهه و صموده بوجهها و مقاومته لها بکل الامکانيات المتاحة لديه، وان قدومه الى بروکسل کان أشبه بقدوم الفاتحين المنتصرين من بعد معرکة ضارية حامية الوطيس.

الهجوم العنيف الذي شنه طارق الهاشمي على نوري المالکي و سياساته في بروکسل أمام البرلمانيين الاوربيين و شخصيات أمريکية و عربية رفيعة المستوى، خصوصا عندما أمسك بالمالکي من مواضع الالم بتصديه لملفي حقوق الانسان و الامن في العراق وهما اللذين طالما إدعى المالکي بأنه قد حقق تقدما و تطورا بشأنيهما، لکن الذي تحدث عنه الهاشمي أذهل المستمعين إليه سيما عندما ذکر بأن عدد العراقيين المقتولين خلال العامين المنصرمين و في بغداد لوحدها تجاوز 5000 فيما هنالك أيضا أکثر 2000 مفقود فيها، ناهيك عن ماذکره بخصوص قمع الصحفيين و مطاردتهم وتأکيده على أن الاقتحان الطائفي و المواجهات الحاصلة بسبب منه انما علته الاساسية تکمن في السياسات الفاشلة للمالکي حيث يقوم ومن أجل التغطية على فشله إثارة الفتنة الطائفية لإشغال العراقيين ببعضهم و صرف أنظارهم عنه.

نوري المالکي الذي من المرجح أن يقوم بزيارة لواشنطن في 28 أکتوبر، يشعر بغيض و غضب کبيرين من التوقيت الغريب لزيارة الهاشمي لبروکسل و کأنها معدة بشکل خاص ضده و لأجل فضحه و کشف مافي جعبته من بضاعات کاسدة و فاسدة، وان ماأدلى به الهاشمي في بروکسل قد کان کله من موقع التحدي و الثقة التامة و الکاملة بالنفس وهو جدي في تحديه الى حد توجيه أکثر من رسالة مباشرة و ضمنية الى الرئيس الامريکي اوباما نفسه!