نحمــل أكفاننــا ونســير! |
بعد ان يحضر الصحفي الى مكان الحدث لتغطية ( المعركة) ليشاهد السيارات المفخخة والعبوات الناسفة ، وبعد عودته من مقر عمله الى بيته ليرمي جسده المنهك بين اولاده وذويه ليرتاح ، ويتأسف على ماحصل وليتألم لهول ما رأى ، ولكن الى أين يذهب الصحفي اذا كانت ( المعركة ) في غرفة نومه ووقـــــــود (الحرب ) هي أمه أو اولاده وزوجتــه ؟ لايبقى للصحفي مجال للراحة ومكان يضع فيه قلمه ، عندها سيصبح مثل المطحنة الأبدية ، غير قابلة للتوقف ، وحين لا يبقى امامها شيء تطحنه تبــدأ في طحن نفسها ، كل الاصوات التي تؤدي الى المذبحة ، والمحرقة ، لاتعرف الحق من الباطل والمفترس من الحمل الوديع ، أو الطفل من الشيخ ، وكلما كانت الدماء بريئة كلما ازدادت المحرقة تنعمـا ، تباهت الوانها الشريرة ، وهل تبقى تسمى محرقــة اذا التهمت الشريرين وحدهم وتركت الابرياء يعملون وحدهم لبناء عالم افضل ؟ سـؤال ساذج لايجوز التوقف عنده ، القاتل لم يطرحه على نفسه لحظة واحدة لأن مايدفعه الى ايقاف عجلة آلتـه الجهنمـــية. ويحدثونك عن الانبيـاء والكتب المقدسـة ، كما يحدثونك عن القوانين والدســاتير والعقائد والحقـوق المهضومــة ... تحت أي بنـد يمكن ادراج مصــرع أطفــال بعمر الورود وهم يلعبون بالدمــى ؟ وبأي دســـــــتور نمســح دمـوع الأم ، وبأي ايمـان نطفــيء النــار المشــتعلة في قلــب الأب .
|