الحكومة العتيدة و المخضرمة وذات المصداقية القوية هي انعكاس وواجهة أمامية للدولة المهيبة و صدى مسموعا لسمعتها الجيدة والمحترمة في العالم ، لأن الدولة ــ أية دولة كانت ـــ لا يمكن أن تكون قوية وذات اعتبار و هيبة إلا من خلال حكومتها القوية التي تعمل من أجل مصالح الدولة وحماية سيادتها و صون سمعتها العالمية ، بحيث تضطر الحكومات و الدول الأخرى أن تحترم الدولة المعنية من خلال هذه الهيبة والقوة والاعتبار ، وتحسب ألف حساب قبل أن تقدم على توجيه أية إساءة إلى تلك الدولة أو التجاوز على خصوصيتها أو مواقفها السياسية الداخلية أو الخارجية وبكل كبيرة و صغيرة أيضا .. أما الحكومة الضعيفة والهزيلة والسقيمة فلا يمكن أن تستند إلا على دولة أكثر ضعفا وسقما وهزالا ، لا لها هيبة و لا اعتبار ، طبعا ناهيك عن فقدان احترام ، لتتحول هذه الحكومة والدولة شيئا فشيئا إلى حائط واطئ يقفز من فوقها كل من هب و دب طمعا أو تخريبا ، كما هي الحال بالنسبة للحكومة العراقية ومن خلالها للدولة العراقية الهشة والمتضعضعة ، اللتين ما من حكومة أو دولة في العالم تحترمهما أو تأخذهما بنظر الاعتبار أو الاحترام !. وربما لهذا السبب كثرة هذه التدخلات المتواصلة في الشأن العراقي من قبل دول جوار و بعاد على حد سواء ، والاستسخلاف بهما لحد المهانة و الإذلال .. فحكومة المالكي الهزيلة و الفاشلة والغاطسة في مستنقع الفساد و الإرهاب حتى الرقبة ، قد فقدت مصداقيتها و اعتبارها أمام حكومات و دول العالم تماما ، فمن هنا هذا التجاوز على مواقفها لحد الاستسخاف بها ، من خلال احتضان أو استقبال اللصوص الهاربين و الإرهابيين الكبار , كأنما نكاية بالحكومة العراقية وتذكيرا لها بأنه ليس لها وزنا و لا اعتبارا ، وأنها أضعف من ترد ــ ولو بضرب المصالح الاقتصادية على الأقل ــ على تلك المواقف السياسية المناهضة لها ، على سبيل المثال استقبال طارق الهاشمي من قبل برلمان الاتحاد الأوروبي على الرغم من علمه باعتراض الحكومة العراقية على ذلك .. و بالرغم من إن حكومات كل من السعودية و قطر و تركيا ــ وسوريا سابقا ، طبعا ناهيك عن إيران ــ تواصل تدخلها في الشأن العراقي فأن الحكومة العراقية هي التي تتوسل متذللة دائما من أجل تحسين العلاقة مع هذه الحكومات متنازلة عن كل مواقفها المحتدة و التي سرعان ما تتحول إلى فقاعات تتبخر كبالون مثقوب لتهرع وفودها إلى زيارة هذه البلدان واللقاء بمسئوليها بغية الحصول على صكوك الغفران من هؤلاء الجيران !!.. بعد كا إساءة أو تدخل فظ في الشأن العراقي !.. فالحكومة التي لا تحترم نفسها فلا تنتظر من احد أن يحترمها ..
|