هل تطيح رياح الخريف برؤوس الفساد في العراق ؟؟؟؟؟ |
للحياة دورة سوءا على مستوى الأمم والشعوب والأشخاص أو الطبيعية والرياح، ولا أحد يستطيع أن يتحكم بها أو أن يغير من هذه الحقيقة الثابتة، وهكذا فأن رياح فصل الخريف واحدة من هذه العناصر التي تجرد من الأصل كل ما جف عوده وانتفت منفعته، وأننا أذ بدأنا نستشعر حلوله علينا هذه الأيام، فأن ذلك يُذكرنا بالأصوات الوطنية الكثيرة والمرتفعة التي تطالب باجتثاث كل ذو أصل خبيث تسلل وأحتل موقعاً لا يستحقه في مركز القرار العراقي، فأخذ يشوه سمعة الوطن ويسرق ويرتكب أفدح الأخطاء بعيداً عن الاستجواب والعقاب، وهذا ما يخالف القوانين والشرائع الإنسانية . أن تلاحم قوى الشعب بوجه عصابات الجريمة المنظمة والمافيا الفاسقة، ومطالبها الصريحة بإزاحة الذين يظلمون المواطن باسم المواطن ويستهزئون بما هو حق له، ويعتقدون أنهم وكتلهم وأحزابهم الفاشلة قد ورثوا الشعب وأصبح ملكاً لهم لهذا السبب أو ذاك، علينا أن لا نستغرب ذلك في زمن يقال فيه : كان أبي وليس : ( الفتى من قال هاأنذا ) فتراجعت المفاهيم الدافعة إلى الرقي لصالح الكسالى والأغبياء على حساب المفعمين بالحيوية والنشاط والذكاء، مما فتح الباب واسعاً أمام الجدل العقيم والمناكفات والسجال البائس، وهذا ديدن الجهلة على مر العصور وأن اختلفت القارات . وهنا مكمن الخطر فالقراءة المقلوبة للمفاهيم والتأريخ هو ما يهدد مصيرنا ووجودنا أكثر من أي خسارة أخرى تُلم بنا وأن كانت ثقيلة، كتلك التي صنفتنا ضمن الدول العشر الأولى في الفساد على مستوى العالم، في الوقت الذي سجلت فيه الدول الوثنية أو ذات القيم المتهرئة أو تلك التي نسميها بالكافرة أعلى درجات النزاهة والرقي، أما نحن الذين نحكم باسم الدين ونباهي الآخرين فيه تبين أن لا دين لنا، وغرقنا بالمحرمات والموبقات التي توزعت على الجميع فوقع تحت تأثيرها الصغير والكبير، ولا أحد يستطيع أن يتبرأ منها وهذا ما يريده الحاكمين باسم الله من انحراف يساوي بين الحرامي والنظيف إن لم يكن الصالح هو المتهم . لقد كان الإرهاب هو سبب الفساد في بعض السنين الماضية، أما اليوم فأن الفساد هو الذي يغذي الإرهاب ويشجعه على استهداف الشعب ويتجاسر عليه، بل وكان السبب في تعاطف بعض السذج مع هذه الظاهرة الذميمة بحجج بعيدة عن المنطق لأنها كمن يبيع نفسه للشيطان . نحن اليوم أمام مفترق طرق فأما الاضمحلال والاندثار وأما النهوض والابتكار وهذا لن يتحقق من دون ريح تغيير كاسحة تقتلع من الجذور كل ما هو أجرد لا نفع فيه .
|