كل يحج الى المعبود الذي يعتقد به ويطلب منع العون و المدد ، فمن المعبود يطلب الانسان غفران الذنوب اولا وقبول التوبة عما تم ارتكابه من معاصي ومخالفة للاوامر ومنه كذلك يطلب الدعم و المساندة و المساعدة في مواجهة خطوب الحياة . فالمسلمون مثلا يحجون كل عام الى بيت الله الحرام في مكة المكرمة يقدون بين يدي خالقهم وربهم اعمالهم ويطلبون منه ان يغفر لهم لان النفس امارة بالسوء واخيرا يرمون الشيطان الذي يوسوس لهم ويدفعهم لارتكاب الاثام و الحرام ومخالفة تعاليم الله بعد ان يكونوا قد قد قربانا له من الاضحية حتى يرجعوا في النهاية الى اوطانهم وهم مقتنعون بان الخالق الرحمن الرحيم قد استجاب لهم وعفا فعلا الله عما سلف وبعد عودتهم يوزعون على الاقرباء و الاصدقاء هدايا من سجاجيد يسجدون عليها للبارئ عزوجل وسبح يسبحون فيها بحمده ويتغفرون بعددها عن ذنوبهم . اما السياسيون و العرب خصوصا وجماعتنا بالاخص فانهم يحجون الى البيت الابيض يقدمون بين يدي صاحب المكتب البيضاوي صحيفة اعمالهم مرفقة بهامش على كل صفحة فيها ما يتعهدون بفعله عما لم يستطيعوا فعله والذي كان في الصفحة بند الخيبة وعدم الاتمام كما وانهم في النهاية يناجون شفاهة صاحب االبيت الابيض بان يقدم اليهم واجب ما يفعلونه وحرام ما يجب ان ينتهوا عنه حتى يكونوا عند حسن الظن ويلقون كل اللوم على شعوبهم التي لم تساعدهم على اتمام الخطة ولكنهم يتوعدونهم امام صاحب البيت الابيض بانهم سوف يرجمون الشعب بكل ما يملكون من اجهزة فاسدة وخطط خائبة حتى يؤمن الشعب بان الحج الى البيت الابيض اسلم من الحج لبيت غيره . ومن ثم يعود المسؤول ولكنه لا يحمل هدايا عينية معه بل يحمل بشرى سارة تقول لعائلته واقربائه واصدقاءه بان مزاياكم ومنافعكم ومناصبكم في الحفظ و الصون لفترة زمنية اخرى فامشوا في مناكبها وكلوا من رزق البيت الابيض وسبحوا بحمده وثناءه فهو المعطي واذا جاء وعدها فهو المنجي . وفيما هو امام البيت الابيض فانه يرفع كفيه حاسر الراس يصرخ وهو يقول فاليك يا سيد البيت الابيض نصبت وجهي واليك قدمت بجسدي وبين يديك قدمت صحيفتي فاسمع وصدق وعودي واستجب دعوات اهلي واقربائي واصدقائي فاني فقير الى دعمك وضامئ الى مساندتك واني الوذ بك لا بغيرك فلا ملاذ لي سواك ولا حافظ لمنصبي غيرك فلبيك لبيك وبشعبي لك افتديت فاطل بعمر وظيفتي وزد بعدد حمايتي واحفظ ابني واشدد به ازري فانه من بعدي قائم بما تشاء ومنفذ لما يراد فلا تخزني امام اعدائي ولا تشمت بي شعبي فوعزتك يا صاحب البيت الابيض لو ازلتني من منصبي لاصرخن بين اقراني صراخ الفاقدين مناصبهم ولانادينك اين وعودك يا صاحب البيت البيضاوي واين عهودك يا عم سام فلا تجعلني من الفاقدين مناصبهم والخاسرين امتيازاتهم حيث بك لذت لا بغيرك فان طردتني من خدمتك لاذهبن الى بيت الله العتيق في السنة القادمة وادعو عليك دعاء الفاقدين فلا تجبرني على ترك البيت الابيض واللجو للحجر الاسود . ايها القارئ العزيز ها نحن نستقبل حجاج بيت الله الحرام من ابناء الشعب ممن احرموا بالقماش الابيض ونودع سياسيينا الذين بدء موسم حجهم للبيت الابيض وهم بلباسهم الاسود وربطة العنق والحذاء اللماع . ترى من سياخذ معه ابنه لكي يطهره صاحب البيت الابيض ويعمده نائب الرئيس ؟ انتهت حملات الحجاج وبدات حملات الرئاسات فالاولى توجهت لبيت الله و الثاني ستتوجه للبيت الابيض وسبحان من يقبل الحجر الاسود ومن يقبل ابواب البيت الابيض . ايها الساسة من حج الى بيت الله الحرام يحج اليه الناس في المدينة المنورة و البقيع و النجف وكربلاء والكاظمين وسامراء و مشهد ومن حج الى البيت الابيض طالبا دنيا هارون الرشيد فها هو قبر هارون الرشيد لا يمرون عليه الا لقضاء الحاجة واعتقد بان سياسيينا يعرفون الفرق بين قاضي الحوائج وقاضي الحاجة فهل يودون ان يكونوا ممن يقضون حوائج الناس ام انهم يفضلون ان يقضي الناس حاجتهم عليهم ؟ ترى هل سيتبنى الوقف الشيعي و الوقف السني حملات الحج للبيت الابيض ؟ هذا ما ستكشفه الايام حيث سنرى كم عمامة ستقود الحجاج للطواف حول البيت الابيض ؟
|