زيارة المالكي... لواشنطن

 

 

 

 

 

 

تتسم زيارة الرئيس المالكي بابعاد ثلاثية اولهما الاهتمام السياسي المحلي من مؤيديه وخصومه والثاني التوقعات المرتبطة بنتائج هذه الزيارة وانعكاساتها على الاوضاع بالعراق
والثالث مستقبل العلاقة بين واشنطن والعراق من جهة والمالكي من جهة اخرى
المعروف أن هذه الزيارة تمت الموافقة عليها من قبل الادارة الامريكية بعد أن دار الحديث 
عن تاجليها مرتين ولم يكشف عن صحة واسباب ذلك.
المهم أن موعد الزيارة تحدد وموعد القاء مع الرئيس الامريكي ايضا حدد في الاول من نوفمبر القادم .
الاوساط السياسية تقراء الزيارة باتجاهين الاول ان المالكي اذا شعر بان الموقف الامريكي مع عدم تجديد ولايته للمرة الثالثة فانه سيسعى لتاجيل اوعدم اجراء الانتخابات البرلمانية المنتظرة والثاني انه قد يسعى لاقناع الامريكان بضرورة اعلان حالة الطوارئ في البلاد اذا استدعت الاوضاع ذلك وتاثير مجريات الاحداث في سوريا على العراق.
الامريكان على ما يبدو لان يعطوا للمالكي وعدا بتأييده او التخلي عنه ولكن سيتركون صناديق الاقتراع والتحالفات التي ستنتج عنها تقرر مسألة رئاسة الوزراء القادمة
وهذا ما يتخوف منه خصوم المالكي حيث انهم يعتقدون بانه سيمنع اجراء الانتخابات ويزيد من تخوفهم ان رئيس اقليم كردستان ورئيس البرلمان يقفان قريبا من رئيس الوزراء في هذه المسألة مع تبيان بسيط بينهما.
لانه على ما يبدو هناك تحول بالموقف الايراني من مسألة بقاء المالكي في السلطة لذلك يسعى هو لاستثمار المسألة السورية باتجاه كسب الموقف الامريكي الذي ممكن ان يؤثر على الموقف الايراني وخصوصا بعد التقارب الملحوظ بين روحاني واوباما.
عموما المالكي في واشنطن في اخر شوط من اشواط عمر حكومته وقد ازداد الضغط الداخلي عليه والخارجي و الاوربي تحديدا وبالذات اليومين الماضين وخصوصا بما يتعلق بحقوق الانسان واداء الحكومة وقضية السبعة اعضاء منظمة مجاهدي خلق الذي لم يكشف عن مصيرهم لحد الان.
وللمالكي اوراق اخرى يطرحها امام الامريكان منها قضية عقود التسليح معهم والتي خصص لها مبالغ كبيرة في موازنة العام القادم.
هذه الزيارة مهمة ليست فقط للمالكي ولكن لاطراف محلية واقليمية وممكن ان تكشف لنا مستقبل الاوضاع في البلاد مع سرعة المتغيرات وخصوصا بالملف الامني وسرعة حركة بعض الجهات لتشكيل تحالفات سياسية مع او ضد المالكي والتي تجمد قسما منها بانتظار 
عودة المالكي من زيارته المرتقبة .
ان التركيز على هذه الزيارة وما سيعقبها يجعل المراقب يتخوف من نتائجها حيث اذا استطاع المالكي من كسب الورقة الامريكية فهذا قد يدفع البلاد الى اتجاهات خطيرة اما اذا لم يفلح 
فأن البلاد ممكن أن تتجه الى ماهو اخطر .