إيراني يجبر على العيش 18 عاماً في المطار بعد طرده من إيران

 

 

 

 

 

 

في زمن الحروب والأزمات يضطر الكثير من الناس إلى اللجوء إلى دول أخرى تؤمن لهم ملاذاً آمناً، لكن بعضهم لا يجد دولة ترحب به كما حصل مع الإيراني مهران كريمي ناصري الذي أجبر على العيش لمدة 18 سنة كاملة في مطار شارل ديغول في العاصمة الفرنسية باريس.

وكان ناصري شارك في المظاهرات التي خرجت ضد شاه إيران عام 1977 التي تم إبعاده على إثرها من البلاد، لتبدأ رحلته مع التشرد باحثاً عن دولة تمنحه اللجوء السياسي داخل أراضيها، ومن بلجيكا إلى بريطانيا انتهى به المطاف في باريس التي بقي في مطارها لعدم امتلاكه أوراق ثبوتية تثبت شخصيته.

ومنذ عام 1988تحولت الصالة رقم 1 في مطار شارل ديغول إلى عنوان إقامته الدائم، ولم يغادرها إلى عام 2006 عندما اضطره المرض لذلك، رغم العروض التي تلقاها من الحكومة البلجيكية بمنحه اللجوء تحت إشرف ومراقبة دائمة من الحكومة.

وعاش طوال تلك السنين على ما تجود به نفوس العاملين في المطار والسياح من طعام وشراب، ولم تقدم له الحكومة الفرنسية أية مساعدة، وكذلك الحال بالنسبة للحكومة البريطانية، رغم أن والدته تحمل الجنسية الاسكتلاندية.

وبعد أن ساءت حالته الصحية نقل ناصري إلى إحدى مستشفيات باريس، وبدأت تظهر عليه أعراض الاختلال العقلي حيث أنكر قصته ومعرفته للغة الفارسية، ليوضع على إثر ذلك في مركز لإيواء المتشردين.

وخلد الكاتب الأمريكي مايكل كريشتون قصة ناصري في كتابه المشهور الذي حمل عنوان "ذا تيرمينال مان" أو رجل صالة المطار، الذي ما لبث أن تحول إلى فيلم سينمائي من بطولة النجم توم هانكس، وأوردت قصته صحيفة الرياض مؤخراً.