عاطلون عن العمل

 

كثير ما نسمع بكلمة ( عاطل ) التي هي اختصار لعاطل عن العمل التي كثر تداولها بعد عام 2003 ، وذلك بسبب التحول الكبير الذي طرأ على البلد بدءً من السياسة مرورا بالمواطن العادي . وهذا التغير خلف مواطنين بلا فرص عمل وآخرين يمتلكون فرص عمل لكنها وهمية يطلق عليها المختصون بطالة مقنعة، ولم يختصر العطل على المواطنين فقط بل شمل حتى مسؤولين في فيه بل ومعطلون ايضا ، بدء من أصحاب الدرجات الخاصة وانتهاءً بموظف صغير يدير احد الأقسام او الشعب.

و مثال على ذلك هي الوزارات العراقية التي تمددت وتوسعت وكأنها مادة بلاستيكية وضعت بالنفط ، رافقها تمدد الامتيازات والمخصصات ومثال آخر هو أعضاء البرلمان العراقي ، فكثير من الأعضاء لم ير الشعب وجوههم ولم يسمع أصواتهم " ذابينها على الصامت " واعتقد خير تسميه لهم "النواب العقال" لأنهم عملوا بمبدأ (خير الكلام ما قل ودل) وطبقوا كلام معلمهم "وجهك وين ع صبورة اكعد زين مثل الصورة". وثالثا مجالس المحافظات التي قضت من عمرها أشهر دون أن تقر قانونا او تشرع نظاما منها مجلس محافظة ذي قار الذي بقي خمسة أشهر عاطل ، وما بقاء تلك المجالس لأشهر دون ان تشرع شيء إلا دليل على انها زائدة ولا حاجة لها وعملها يندرج ضمن البطالة المقنعة التي ابتلي بها البلد.

ان من انتج المسؤولين العاطلين عن العمل هي السياسة العراقية الجديدة واعتمادها على مبدأ المحاصصة الطائفية والحزبية التي لا يقتصر ضررها على المسؤول نفسه بل امتدت لتشمل دوائر وموظفين فهناك دوائر أسست كي يدريها اولئك المسؤولين فولدت عاطلة ، وكمال يقال (الدائرة بمديرها)، وبقيت مجرد أسماء لا وجود لها على الخارطة الجغرافية او المهنية او الوظيفية، كل ذلك من اجل إرضاء الجهة المعنية والحزب الفلاني ولو عددنا هذه الدوائر لفتح علينا باب لا يسد ، الأول من قبل الدائرة التي ستتهمنا بأننا دعاة تسقيط ومن أزلام النظام السابق وهي تهمة جاهزة و ( مسلفنة) لجميع النقاد الذين لا يروق للسلطة ان تسمع أصواتهم لانها نشاز بحسب قناعتها .

 والثاني هو الدخول في الحصر والتخصيص لدوائر معينة لأننا سوف نغفل بعض منها بلا أدنى شكل لكني أنصح القارئ الكريم مراجعة وظائف بعض دوائر الدولة العراقية وسوف يكتشف بنفسه الكثير منها عاطلة وربما معطلة لغيرها.

 لذلك يجب على الحكومة العراقية ان تجد فرص عمل حقيقية و ليست وهمية للمسؤولين العاطلين عن العمل والدوائر العاطلة قبل ان توفر فرص عمل للمواطنين لان ضررهم يقع على جميع أبناء البلد دون استثناء وان تبدأ الحكومة بنفسها لان فيها من العطل الكثير والكبير .