شرعية الدم يقابلها شرعية السلاح..؟؟

 

 

 

 

 

 

لا مساواة بين ظالمٍ ومظلوم. ولكن التشرذم يطرح أسئلة كثيرة. ثم إن "الظالم" معروف أما "المظلوم" فلا يعرفه أحد. إنه بسطاء الناس وفقراؤهم ومن لا صوت لهم. هؤلاء يدفعون الثمن الأغلى. وليرحم الله الصادقين والأبرياء. لم يبق للعراقيين إلا الله.

سببان يبرران شرعاً ومدنياً حمل السلاح والدفاع عن الحياة. الظلم والجوع. وكلاهما موفور في الحالة العراقية. فـ(أهل النظام) يأكلون الأخضر واليابس ولا يتركون إلا الفُتات وحتى الفُتات إمتدت يدهم إليه يلتهمونه، و(المحاصرون بالظلم) يقتل منهم الأبرياء أكثر من المشاركين في المواجهة، ويتم تدمير الأبنية والمدن والمقدسات ورموز التاريخ وبقاياه كما لم يفعل في التاريخ غير (هولاكو) الذي ترك تراثاً من الهمجية لمن يخلفه.

هل نظام المالكي وحده يمارس القتل والعنصرية والمذهبية؟.. أبداً، فريق من (معارضة) الأمس (صحوة وإسناد) اليوم يمارسها أيضاً تحت عناوين أُخرى. أبرزها وأخطرها (المخبر السري). لا بريء إلا من لا يملك السلاح ليقتل. لا بريئ إلا القتيل. إلا اللاجئ الذي لم يبق له بيت ويسكن الذل. لا بريء إلا الطفل والعجوز والشيخ.

يعيب عليَ البعض بالقول: لمن تكتب ولم يبق قارئ؟.. الكُل يدافع عن بقائه ولا وقت لديه ليقرأ ما يقول أهل الكلام وأنت منهم!. قلت: أتفق معك. لم يبق وقت. في ظل حكم المالكي (البغي) الناس تموت وتجوع وتُقتلع من أرضها. الأطفال بلا أُمهات أو آباء وتمتد أيديهم تستجدي لقمة الخبز. النساء بلا أزواج أو مُعيل ويحاول الصديق والعدو تعهيرهن بالحاجة، الرجال يموتون دفاعاً عما تبقى، (طاعون) الطائفية والداء يجتاح البلاد ولا دواء. ولكن ماذا نفعل؟.. هل نقف صامتين نعد القتلى واللاجئين ونستجدي لهم العون من غير أهله؟!..

شعب العراق ضحية الكُل يا صديقي. ضحية نظامه، وضحية معارضته، وضحية محيطه وأهل لغته ودينه. ضحية من يحبه ومن يبغضه. الكُل يقاتل الكُل على أرض العراق، والكُل يقتل مائة من الأبرياء في مقابل واحد من خصومه. الأبرياء هم الذي يدفعون الثمن. الأطفال، النساء، العجائز. حتى البيوت يتم تدميرها لئلا يبقى منها ما يصلح للسكن غداً. كأن المطلوب هو الدمار والتهجير والذل وحده وليس الحكم ولا النصر.

قال مُعاتبي: وما العمل إذاً؟.. قلت: نصيح ونصيح حتى يبلغ الصياح الضمائر. نرفض ما يجري وما نُساق إليه حتى تتوقف اللعبة ويهدأ كل شيء. بعدها نقول ما قاله الشاعر:

أخي إن ضج بعد الحرب غربي بأعماله      

وقدس ذكر من ماتوا وعظم بطش أبطاله

فلا تهزج لمن دانوا ولا تشمت بمن دانا

بل إركع صامتاً مثلي لنبكي حظ موتانا 

نحتاج للبُكاء غداً، لأن حجم النصر والهزيمة واحد. والكل مهزوم في لعبة القتل.

اللهم إنك الأعرف بما يجري وما تخفي الصدور.