جذور جهاد النكاح و تطوره

 

عندما فضحت السيدة كاثلين بولكوفاج (امريكية) جرائم تجارة الرقيق او الاتجار بالبشر في زمن محاربة مقاتلي حرب البوسنا و الهرتسكوفنا قال السيد بان كي مون ، بعد مشاهدة الفلم سنة ٢٠١٠ الذي استند على تقارير السيدة كاثلين بولكوفاج قال: "ليتني لم اشاهد هذا الفلم"، و تعهد بمحاربة هذه الظاهرة من جذورها. و جذورها لم تكن في البوسنا فقط ، بل في كل من نيجيريا ، كوسفو، افغانستان، هايتي ، كولومبيا، بروندي ، سيراليون ، الكونغو، ليبريا، كمبوديا ، العراق والسودان و في اكثر الاماكن التي كانت تحت سيطرة ما يدعى بقوات الأمن الدولية، لكن الامن ليس كما صور لنا يدار من قبل القوات الدولية بل من قبل شركات الحماية العالمية التي تتعاقد معها الحكومة الامريكية و الدول الاوربية في اكثر الاوقات مثل شركة (Blackwater) و الشركة الاعظم و الاوسع مساهمة و توكيلا شركة دينكورب (DynCorp ) . لكن ما كشفته السيدة كاثلين وما اخاف السيد بان كي مون هو مساهمة إداري المنظمات الدولية الموكلة من قبل الأمم المتحدة لحفظ الامن والتي تخصص لها ملايين الدولارات و بدون حساب تستقطع من قوت الشعوب.

اليوم و بعد فتاوى امراء السلفية الوهابية اصبح الامر يدار رسميا و تطور بحيث لا تمانع حتى دول رسمية بهذه التجارة مثل السعودية و قطر و مؤازرة تركيا، البلد الذي يحلم بعضوية الاتحاد الاوربي الديمقراطي. و زوقه بعض رجال الدين في بعض البلدان بتلك الفتاوى (نكاح الجهاد) فادخلت الدين الاسلامي الحنيف في سوق النخاسة بتجارة الرقيق التي منعها و ذمها الرسول الكريم، نراها اليوم تعود الى نفس ذلك البلد الذي جاء الرسول الكريم من اجل انقاذ اهله، اي ان الجريمة هنا متشعبة و اتسعت جغرافيا و طليت بطلاء ديني، و قدمت لها الفتاوى الرسمية لتأكيدها، و لم تحتج والى هذا اليوم، البلدان الاسلامية على هذه الفتاوى التي تدعو الى هذه الافعال الشنيعة صراحة وبغطاء ديني، بل بالعكس قد تغاضت عن ابشع استغلال للاطفال عندما سمحت بتجارة البنات القاصرات و بعضهن لم يتعدى العاشرة من العمر. و عندما اصبح مركز التجارة في الاردن و في مصر والكويت كما نشرت بعض الصحف الشريفة. هذه ارذل جريمة يقوم بها اي انسان، فكيف اذاً تسمح بها حكومات و تتغاضى عنها حكومات اوربية تتبجح باحترام حقوق الانسان ورعاية الطفولة و تحرم تجارة الرقيق، نراها اليوم تتصرف و بأعذار واهية وحجج سقيمة لا يقبلها العقل السليم؟

كانت السيدة كاثرين قد بُعثت من قبل الحكومة الامريكية كمتطوعة لحفظ الامن و الدفاع عن المسلمين عندما كانوا يُذبحون في حرب البوسنا ، لكنها وجدت تجاوزات غير انسانية لا تغتفر لحقوق الانسان عندما كان بعض ممثلي الامم المتحدة يتغاضون رسميا عن الاتجار بالبشر (Human trafficking). و كانت النساء تجلب من اوكرانيا وبعضهن من روسيا و بلدان المعسكر الاشتراكي السابقة، وعندما قدمت تقرير مفصل موثق الى الامم المتحدة طردت و فسخ عقدها وبموافقة حكومتها اي الامريكية. فطورها بعض العرب المسلمون الى الاتجار بالقاصرين من البشر( بفتوى نكاح الجهاد). وهذه هي مشاركة الاسلاميين العرب في توسع و تطور الحضارة الانسانية في القرن الحادي والعشرين!!!.

ليست هذه الافعال الاجرامية عفوية، بل مخطط لها من قبل منظمات كبيرة عالمية المنشأ والمساندة، و نراها تتوسع و تتخذ من بلدان تعيش شعوبها في ضائقة مالية وانعدام تام للحريات التي يتطلع لها عادة كل الشباب و بالأخص العوائل ذوات البنات في دول الفقر والحرمان و الكبت العائلي والجنسي و الاجتماعي. هذا اذاُ استغلال غير شريف بارذل صوره لأناس بسبب فقرهم المدقع.

تعيش السيدة بولكوفاج في هولندا و ان هي امريكية المولد. لها اليوم جمعية انسانية تخصصت بهذا الامر ومتابعات وكتب تنشر عالميا. اقترحت بل طلبت منها المساعدة في ربط موضوعها اي الاتجار بالبشر الى السعي لفضح الاتجار بالقاصرات من البشر في الدول الاسلامية بدءً من نايجيريا الى ومرماً بسوريا وغيرها من البلدان العربية وإلى ماليزيا و الفلبين.

تجري هذه الجرائم امام انظار السياسيين و الحكام والقادة العرب، و حتى تحت انظار المتعلمين و المثقفين من العرب، و لا نجد منهم من يبذل اي جهد لفضح هذه الامور في تشكيل و تأسيس منظمات المجتمع المدني لهذا الغرض، بل نراهم مع الاسف متأ دلجين سياسيا بعقد الماضي والدفاع عن الاثم و هذا مؤشر مع كل الاسف الى انحطاط الثقافة العربية و الاسلامية الى الحضيض، ولا نعرف مداه و لا حتى متي سنفكر بالدفاع عنه، دعك عن التفكير بكيفية التخلص منه. سيترك هذا الاجرام امراض خبيثة سرطانية اجتماعية لا علاج لها و سوف تتمرس و تتأصل في بعض المجتمعات الى يوم الدين، وربما ستدخل حتى في جيناتهم.

كيف تحدث هذه الامور عند العرب في القرن الواحد والعشرين؟ سؤال مخيف اصبح يتعاظم ولا يتراجع. تتصور بعض البلدان الأروبية انها بدافع الحرب و كل تبعاتها مثل الاتجار بالبشر تدفعها الى بلدان التخلف سيحميها وسيعزلها عن وقوع مثل هذه الامور في بلدانها لكنها تتناسى هنا ان من يقوم بهذا الاجرام انما بتنظيم من شركاتهم و بعض مؤسساتهم التي مازالت يوكل لها بحفظ الأمن. و هذا تفكير ديماغوجي قصير النظر سيضر بهم كما يضر بالبلدان الفقيرة، لان الشراهة المالية لا تعرف ديناً ولا حدوداً، و لا شعوباً و لا حتى اعراقاً. عندما تفككت بلدان المعسكر الاشتراكي تفككت معها روابط المجتمع ودخل على الخط في تلك البلدان تجار الجنس والبشر و الاجرام و السرقة و كل من لا رادع أخلاقي عنده للقيم الإنسانية، وعانت تلك الشعوب، وربما الى اليوم من هذه الظواهر اللاإنشانية التي حشرت عمدا بموضوع تحرر الانسان. و كلنا نعرف سوق الرقيق الشرقي التي توسعت في مدينة دبي و الدوحة وغيرها. حدثني امير قطري عن زياراتهم للعراق زمن جرذ ابن العوجة و التسهيلات التي كان يقوم بها ابنه عدي لهؤلاء الامراء بتقديم القاصرات العراقيات في جولات الصيد الحمراء حين كان سعر البنت الباكر خمسمائة دولار فقط. سينتقم منهم الله سبحانه لانه يمهل ولا يهمل.

عن مقابلة السيدة كاثلن على محطة ال بي بي سي

مدير المقابلة ، جلبت و معك تسجيل سري لما قاله لك السيد هينز ممثل الامم المتحدة في البوسنيا ، امريكي الجنسية

اعيد الاستماع الى تسجيل صوت السيد هينز

الخارجية لا تريدك في المنطقة ، يجب ان ترحلي فورا

بي بي سي ، هربتي اضابير خاصة بالامم المتحدة ، اليس هذا عمل غير مسؤول؟

نعم ، لكن ما عانينه هذن النسوة من اسوء الاستغلال الجنسي و بعن في اسواق الرذيلة و كان يجب علي ان تسمع اصواتهن .

بعد كشف هذه الفضائح اعيد كثير من مراقبي الامم المتحدة الي بلدانهم ، لكن لا مسوول وااحد منهم قد سؤل او حوكم بسبب هذه الجرائم ، و مازالت هذه الشركة مكلفة بحفظ الامن في العراق و افغانستان و عقودهم بكلفة باليين الدولارات ،

في الختام، لا اتصور ان فتاوى نكاح الجهاد معزولة عما كان يحدث في البلدان الاشتراكية سابقا، بل هو مرض ممنهج ومخطط له ومعد للتصدير اينما تحرر بلد من الدكتاتورية او من الظلام بحج فسح الحريات ولا نعرف كيف يتساوى او يتناغم تجار البشر بحرية الانسان. انه الاستغلال البشع للبشرية جمعاء الذي اصبح اليوم يبشر به و يفتى له و تسعر النساء و تتوسع الاسواق وتحرق البلدان بحجة الجهاد في سبيل الله والإسلام. لو عرف الرسول الكريم بان الجهاد سيستغل ابشع استغلال لحرمه.

عن المعري

النّاسُ، إنْ لم تُنَبّهْهُمْ قيامَتُهمْ، أوْ نُبّهوا، فترابٌ ما لهم قِيَمُ