فقراء: نتلقى المعونات حين تقترب الانتخابات والكاميرات تظهرنا شاحذين ومذلولين

فيما يقترب موعد انتخابات مجلس المحافظات وتنشط الأحزاب والجمعيات الخيرية في توزيع المعونات من اجل كسب الأصوات، طالب مواطنون فقراء بعدم تصويرهم واحراجهم عند تسلمهم للمساعدات، بينما شدد اعلاميون على انه لا يمكن نشر صورة اي شخص وهو يتسلم المساعدات من دون اذنه.


تقول ام يوسف (47 سنة)، ارملة من الموصل ان "ابرز ما يحرجنا عند تسلمنا للمساعدات هو وجود كاميرات الاعلاميين وخاصة الفضائيات"، موضحة ان "لدي اطفالا واولادا كبارا واقرباء، وانا لا ارغب بتصويري اثناء تسلم تلك المساعدات لأنني اخشى عرضها عبر الفضائيات".

بينما تؤكد صبيحة فارس (60 سنة) لـ "شفق نيوز" انه "ليس لي اي وارد مالي، ولدي خمسة اولاد اكبرهم معوق ذهنيا والباقي هم طلاب في المدارس، وانا بحاجة لاي دعم كان".

وتابعت "عندما نذهب الى مكان ما لتسلم اية مساعدة اشعر بالذل والاحراج الشديد بسبب تصويرنا ونحن نستلم المساعدات ومهما كانت تلك المساعدات، سواء قيّمة او لا تستحق اصلا عناء تسلمها، كأن تكون قطعة قماش لا يتجاوز سعرها 10 الاف دينار لا اكثر".

وتنشط غالبية الاحزاب والجمعيات والمنظمات الانسانية التي تتبعها في توزيع مواد غذائية واغاثية، وتستهدف الارامل والفقراء والاطفال اليتامى في مسعى لكسب اصواتهم واصوات اقربائهم في الانتخابات، كما يقول محللون.

اما خالدة محمد (52 سنة) فتحدثت لـ شفق نيوز" قائلة "نحن ندرك ان الجمعيات الانسانية تريد توثيق اعمالها امام الجهات التي تمولها من خلال التصوير"، مستدركة انه "ينبغي مراعاة مشاعرنا، حيث نشعر اننا شحاذين في بلدنا الذي هو أغنى بلدان العالم".


وتتابع بالقول "اذا كانوا يريدون مساعدتنا فعليهم ايصال المساعدات لبيوتنا وبعيدا عن عيون الكاميرات"، متسائلة "ثم لماذا لا يوزعون مساعداتهم في كل فصول السنة؟، ولماذا يفعلون ذلك مع اقتراب كل انتخابات؟".

وتجيب بنفسها "انهم يريدون اصواتنا ونحن نعلم ذلك، ويتباهون امام العدسات، بينما الاستحياء والذل يقتلنا".

من جهته يقول الاعلامي دلوفان برواري في حديث لـ"شفق نيوز"، انه  "بشكل عام لا يمكن للصحفي او الاعلامي استخدام اي مادة صحفية، بغض النظر عن كونها صورة فوتوغرافية او تصوير فيديو او حتى نص كلام من دون اذن او استئذان من الشخص المعني بهذه المادة".

ويبين انه "يجب الحصول اولا على اذن صحفي من قبل الشخص، فضلا عن ان هناك الكثير من اللقطات التي ربما يعدها البعض محرجة والبعض الاخر لا يراها كذلك ومقياس الاحراج ليس ثابتا"، مستدركا انه "اذا ما رفض الشخص نشر الصورة فلا يمكن للاعلامي استخدام تلك الصورة باي شكل من الاشكال".

ويلفت الى انه "في حال استخدام الصحفي للصورة من دون اذن او موافقة، يحق للطرف الثاني مقاضاته قانونيا والمطالبة باي تعويض حتى لو كانت الصور غير محرجة".

ويرى برواري ان "هناك بعض الجهات او المؤسسات التي تفضل عدم اظهار وجه الشخص المتسلم للمساعدات في الصورة، اذا كان في حالة محرجة"، مضيفا ان "هناك مؤسسات اخرى لا تراعي هذا الشيء وتظهر الصورة من اية زاوية صحفية وبغض النظر فيما اذا ظهر الوجه ام لا".

ويشير الى انه "بشكل عام اذا ما كان اظهار الوجه فيه حرج او يسبب الما بمشاعر بعض الاشخاص فيمكن اخفاء الوجه وهذا يكون افضل كعمل صحفي محترف".

وينوّه برواري الى ان "الجهات او المؤسسات التي تقدم التبرعات او المساعدات لا يهمها من يتسلم تلك المساعدات، بقدر ما يهمها وضعه المادي وهل هل هو فقير ومحتاج ام لا"، متسائلاً "انا لا اعرف لماذا يظهرون الوجوه في توزيع التبرعات؟".

واستطرد "الا اذا كان الغرض منها لسبب انتخابي، لانه كما نعرف ان جميع الاديان تدعو الى اخفاء عملية التبرع للفقراء وليس الاشهار بها وجعلها علانية". عن "شفق نيوز"