سلالة " وعدهن " من الأبناء والأحفاد ، يحتفظون حتى هذه اللحظة وبعد مرور عشرات السنين على وفاة جدتهم بخرزتها اعتزازا وإيمانا بقدراتها ، وتأثيرها السحري والمجرب في فض النزاعات وحل المشاكل العشائرية ، وللسلالة روايات متواترة ومتداولة عن استخدامات الخرزة في مجالات أخرى ، فالمرأة الراغبة في انجاب الذكر لمنع زوجها من الاقتران بأخرى ، تقصد" وعدهن " لتجرب الخرزة في تحقيق أمنيتها ، ومن تريد الارتباط بعشيقها وتجعل أبناء عمومتها يتخلون عن "النهوة" ، لا تجد سبيلا إلا الاستعانة بخدمات " وعدهن " والأحداث مثل هذا النوع كثيرة، ويوجد أفراد في السلالة على استعداد للحديث عن تفاصيلها لتأكيد حقيقة دور الخرزة الفعال في تلبية طلبات الرجال والنساء على حد سواء للتخلص من هموم نفسية واجتماعية وحتى اقتصادية. حققت "خرزة وعدهن " شهرة واسعة يوم استخدمت في علاج شاب ، يقال أن أباه كان كبير قومه ، انتابته حالة من الجنون فتصور نفسه بانه اصبح ملكا، فطلب من الآخرين مخاطبته بلقب الجلالة ولامتلاكه بندقيتين من مخلفات الجيش البريطاني ، اخذ يشن غارات وغزوات على القرى المجاورة فأثار الرعب بين الأهالي ، وعجزت عشيرته عن ردعه لأنه "مخبل " وليس عليه حرج ، ورفض المتضررون من ممارساته العدوانية هذا العذر ، وقرروا التصدي لصولاته وقتله في اقرب فرصة ، واضطر الأب إلى الاستعانة بخدمات "وعدهن" عسى أن تخلصه خرزتها من مصيبة نالت من سمعته ومكانته بين العشائر ، بسبب تصرفات صاحب الجلالة المنفلتة ونزعاته الجنونية وبوضع الخرزة اسفل وسادة الشاب ليلة واحدة ، صحا من نومه مخلوعا من العرش ، فاستعاد وضعه الطبيعي ، وعم الأمن والاستقرار ، فأقام الأب وليمة ضخمة دعا إليها من تضرر من صولات الملك المخلوع . بنات " وعدهن" حاولن وبعد رحيلها تجربة فاعلية الخرزة في العديد من المواقف وتوصلن إلى حقيقة أنها مازالت تحتفظ بقدراتها السابقة ، وبقدر فرحة الأبناء بهذه النتيجة أوصوا الأحفاد بالحفاظ على " سر الخرزة " واتفقوا على الحفاظ عليها بكل الوسائل ، لان خروجها من أيديهم يعني وصولها الى اطراف أخرى قد تستخدمها لأغراض أخرى لم ترد في بال المرحومة ، خشية أن تصل الخرزة إلى جهة سياسية بكل وسيلة سواء بالشراء أو الاستحواذ بالقوة ، لتحقق أهدافها ومكاسبها بطريقتها الخاصة ، وحينذاك ستنهال الشتائم على "وعدهن " وهي ابعد ما تكون عن صراع الإرادات ، وقد فارقت الحياة في أجواء سياسية هادئة نسبيا ، وكانت الأحزاب العاملة في الساحة العراقية قليلة ، وليس بين قادتها من انتابته حالة جنون وادعى انه صاحب الجلالة وفرض على الرعية إعلان الولاء المطلق له ولوريثه المرتقب، المعروف بشن الصولات ، وتقديرا لجهوده في الدفاع عن المصالح الوطنية، حصل على وسام رفيع من نوع "خرزة وعدهن ".
|