يطلق السيد نوري المالكي في هذه الأيام تصريحات هي أشبه بهذيان رجل مُصاب بخرف منها إلى رجل يتمتع بعقل سوي و رصين قوي ، محتلا عدة مناصب سيادية و حساسة في آن واحد في سلم الدولة .. فالتصريحات التي أطلقها السيد رئيس الحكومة بشأن أبنه أحمد وحيث جعل منه رمبو جديدا و قهارا مديدا و جبار عتيدا ، ليعقب ذلك تصريح أخر بوجود ألفين سيارة مفخخة في منطقة واحدة تم اكتشافها من خلال محملة " ثأر الشهداء" !!، فكل هذه التصريحات تنم عن عدم المسئولية و الرصانة والمهابة التي يجب أن يتسم بها رجل الدولة الأول " والبتاع كله " كما هي الحال بالنسبة للسيد نوري المالكي .. هذا ناهيك عن وجود فارق كبير بين ما يصرح به رجل دولة مسئول عن كل كلمة يتلفظ بها والتي يجب أن تكون موزونة موحية و ذات مصداقية ومقنعة يتقبلها العاقل ، و بين " جدة " تجلس على عتبة البيت مع قريناتها متحدثة عن ما سمعتها من أخر الأخبار والحكايات هي قد تكون أقرب إلى الخيال منها إلى الحقيقة.. و إلا كيف يمكن إلقاء القبض على 2000 سيارة مفخخة في منطقة واحدة ؟ .. بل و كيف فلتت هذه السيارات المفخخة و بهذه الأعداد الكبيرة من السيطرات و نقاط التفتيش الكثيرة الموجودة عند كل مدخل شارع و حارة و حي لتحتشد في منطقة واحدة ؟!. و في مثل هذه الحالة لا يوجد إلا احتمالين : أما أن يكون حراس هذه السيطرات ونقاط التفتيش نياما و أما يكونوا متواطئين مع الإرهابيين .. وفي كلا الحالتين يكون السيد نوري المالكي هو المسئول الأول و الأخير بوصفه قائدا عاما للقوات المسلحة ووزيرا فعليا للداخلية .. إذا فأن السيد المالكي يحمّل نفسه المسئولية الكبرى على هذا الصعيد / ربما دون أن يعلم ذلك !!.. و الطريف في الأمر إن بعض تصريحات السيد المالكي بخصوص رامبوية أبنه و على صعيد إلقاء القبض على2000 سيارة مفخخة أخذت تحرج حتى أعوانه وأتباعه الذين لا يعرفون كيف يبرروا مثل هذه التصريحات المثيرة للإحراج فعلا ، أو يدافعوا عنها بدافع الواجب ليصبح خبزهم حلالا !!.
|