لصوص دولة اللاقانون

 

 

كان متوقعا جدا حين توّلى السيد علي التميمي مسؤولياته كمحافظ جديد لبغداد , انّ ملفات كبيرة وخطيرة للفساد ستفتح في هذه المحافظة , وكان متوقعا أيضا أنّ بابا من أبواب جهنم ستفتح على عصابة دولة اللاقانون , لكنّ الغير متوقع هو أنّ أبواب جهنم كلها فتحت دفعة واحدة حيث استفاق الرأي العام العراقي على كوارث النهب والسلب للمال العام الذي مارسه لصوص دولة اللاقانون , نهب وسلب للمال العام فاق كل التصوّرات , فمن غير الممكن أن يكونوا هؤلاء اللصوص عراقيون وولدوا من أرحام عراقية طاهرة , فحتى اللصوص لا يمكن أن يكونوا كارهين لأوطانهم بهذا الشكل , فحب الأوطان غريزة تولد مع الأنسان وتنمو معه , وعصابة دولة اللاقانون قد تجرّدت من أي حب لهذا الوطن والشعب , إلا حب واحد هو حب السلطة وسرقة المال العام .

زعيم هذه العصابة المنحطّة يقول إنّ هذه الملفات والوثائق غير صحيحة وإنّ القناة الفضائية التي تعرض هذه الملفات والوثائق الكارثية , معادية ومدفوعة من جهات سياسية إقليمية وداخلية , وإنّ ما تنشره من وثائق هو عبارة عن أوراق تفتقد للدقة والمصداقية , وكأنّ المصدقاية فقط عنده وعند رفاق دربه من لصوص دولة اللاقانون , فإذا كانت هذه الوثائق غير دقيقة ومفبركة فلماذا لا تخرجوا للرأي العام وتفّندوا ما جاء فيها ؟ وكيف سيصدق الشعب كلامكم خصوصا بعد افتضاح قضية نمير العقابي وعلي الخويلدي ( عديل حمودي ) وصلاح عبد الرزاق حرامي بغداد وشلّة الحرامية واللصوص من دولة اللاقانون .

فأين هي قيم وأخلاق الإسلام الذي ترفعون زورا وبهتانا أسمه ؟ وهل فكرّتم يوما ماذا سيكتب التأريخ عنكم  وكيف سينظر الشعب إليكم بعد هذه الفضائح التي تتوالى يوميا عليكم ؟ وكيف إذا أصبحتم خارج السلطة وجائت حكومة جديدة وفتحت الأبواب على مصراعيها للشعب ليطّلع على أهوالكم ؟ فماذا ستفعلون حينها يا لصوص دولة اللاقانون ؟ .

الشعب على ثقة إنكم ستهربون جميعا ولن يبقى منكم واحدا داخل العراق , وستلتحقون بباقي اللصوص الذين سرقوا أموال العراقيين وهربوا بها إلى الخارج كالسوداني والسامرائي وغيرهم من اللصوص , والله لم يفعل هذا إلا من كان مجرّدا من الشرف والأخلاق والقيم , ومن مات الوطن في ضمائرهم , عزائنا الوحيد في هذا البلاء الذي حلّ بنا هو في كشف حقيقة هؤلاء اللصوص وتعرية فسادهم وانحطاطهم اللا أخلاقي , ودعوتنا لأبناء شعبنا هو في التخلي عن هذه العصابة المنحطّة وإزالة آثارها وعدم تصديق شعاراتها الكاذبة , فبوركت جهود كل عراقي شريف وغيور ساهم في كشف فساد لصوص دولة اللاقانون .