زيارة المالكي الى امريكا والولاية الثالثة |
بعد الغاء زيارة المالكي , التي كانت المقررة في شهرالماضي ( ايلول ) لمقابلة الرئيس الامريكي ( باراك اوباما ) ولقاء كلمة الوفد العراقي في جلسات الهيئة العامة للامم المتحدة , بسبب الامتعاض الامريكي , من عدم الاستجابة الفعلية , لطلبهم في تفتيش الطائرات الايرانية الذاهبة الى دمشق , وكذلك من الاسلوب السياسي لمعالجة الازمة السياسي الخانقة , وتداعيات التدهور الحاصل في الحالة العراقية بمختلف الجوانب , وكذلك نهج الانفراد بمفاتيح السلطة , الذي اسهم في تعمق الازمة الطاحنة في العراق . والمالكي يعلم بشكل كامل , بان بدون الضوء الاخضر الامريكي , سيكون صعبا عليه تحقيق حلم الولاية الثالثة , وخاصة وان هناك متنافسين كثروا في الفترة الاخيرة , وعليه ان يحرك ماكنة الاستعداد للحملة الانتخابية للبرلمان العراقي القادم , بشكل مبكر يسبق الاخرين , وان يبدأ بازالة الفتور والغبار والامتعاض الامريكي , والتعهد بتطوير العلاقات في كافة المجلات , حتى تشهد ربيع من العلاقة والصلة , اكثر من اي وقت مضى , وان يتبع الخط السياسي الامريكي بحذافيره , لن يزيح قيد انملة عنة . ويتطلب ان يبدي بعض المرونة والخضوع للارادة الامريكية وقرارها , حتى يكون الشخصية المقبولة من الجانب الامريكي , سيما وان السيد المالكي بدأت عليه اعراض جنون العظمة والحب المجنون بالكرسي . لذا عليه ان يفعل الكثير في تدعيم صرح الولاية الثالثة والفوز بها والاستعداد لها بكل همة ونشاط , والتي ستقوده الى تجديد البيعة , حتما ستقوده الى الانفراد الكلي بالقرار السياسي , دون شريك ومنافس . وبهذا الاتجاه بدأ تشغيل محركات ماكنة الحملة الانتخابية , ولكن من خلف الكواليس وبعيدا عن عيون الاعلام , من خلال استخدام واستغلال اموال الدولة ونفوذه في السلطة التنفيذية , بالوعود المعسولة تحت الطاولة , والعطايا والمنح والهدايا والتسهيلات لافاعي الفساد لشحذ الهمم والجهود , ومن خلال التعيينات والتوظيفات والعقود التي تجري على قدم وساق في الغرف السرية وفي الخفاء , من اجل شراء الاصوات وضمانها وحسمها مسبقا , اضافة الى اصوات القوات الامنية والعسكرية , المحسومة والمضمونة سلفا . والتي تصب كليتها لصالح ائتلاف دولة القانون , وتطويع نتائج الانتخابات البرلمانية القادمة لصالح قائمة المالكي, بمختلف الطرق والسبل . لذا على الاطراف السياسية ان تأخذ الحيطة والحذر الآن , لان غدا سيكون بكل تأكيد متأخرا , وكشف معاني الزيارة وما يتمخض عنها من اتفاقيات وصفقات , وكشف عن مضامينها , اذا كانت مخلة بالقرار السياسي المستقل للعراق , او عقد صفقات مالية ضخمة يكون مفعولها بعد الولاية الثالثة المباركة , وخاصة وان رسالة المالكي الموجهة الى الرئيس الامريكي ( باراك اوباما ) تعني الكثير وتكشف المستور , فقد جاء في الرسالة ( ان حكومة وشعب العراق , مستعدين لفك الازمة المالية التي تواجه حكومته . وانه جدير بالمساعدة ) وليعلم السيد المالكي , بانه لو وضع كل اموال النفط العراقي في جيب الامريكان , فلم يسد العجز في الميزانية الامريكية السنوية , ولكن سعي السيد المالكي المحموم بالكرسي والولاية الثالثة . مستعد ان يبيع العراق ارضا وبشرا , لمن يضمن تحقيق التشبث بالكرسي , حتى على جماجم العراقيين , وانه من الصعب جدا ان يتلقى الصفعة مجددا , بعد نتائج المخيبة في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة , التي ضاقته علقم الهزيمة النكرى , وان درسها سينقلب على الاطراف السياسية الاخرى , اذا تماهلت في كشف الاعيب المالكي غير الشرعية , ستجد نفسها في عين العاصفة المدمرة , وسيشربون كأس الهزيمة النكرى هذه المرة , اضافة بان العراق سيتمزق بالمصير المجهول , لان الولاية الثالثة القادمة . يعني الحكم الشمولي , بدون منافس وشريك , حتى لو احترق العراق , لهذا الواجب الوطني , يبدأ الان بالمرقبة والمتابعة والمحاسبة وفضح الاساليب الشيطانية ,و الطرق غير قانونية التي يسلكها السيد المالكي او قائمته ائتلاف دولة القانون , يبدأ اولا بتطبق قرار المحكمة الاتحادية في القانون الانتخابي , الذي يجسد احترام القرار المحكمة الاتحادية , وثانيا تحديد صرفيات المالية للحملة الانتخابية للكتل المشاركة , وثالثا ابعاد استغلال واستخدام مرافق الدولة او استخدام اموال الدولة لاي طرف كان , ورابعا ان يكون الاعلام الرسمي عادل ونزيه في توزيع الساعات الدعاية الاعلامية لكل طرف سياسي مشارك في الانتخابات البرلمانية القادمة , بدون هذه الضوابط والاجراءات , عليهم ان يحفروا قبورهم منذ الان , قبل ان تضيع قبورهم في معمعة الفوضى. |