إنقلاب بغداد: يتجاوز القصر إلى النظام..!؟ |
يدرك "الغرب" الحاجة لحماية مصالحه بتجديد حيوية وشباب الأنظمة الحليفة أو الملحقة، وتنصيب قيادات أوسع أُفقاً وأقدر على مواجهة المخاطر. الأنظمة القديمة إستهلكت ورجالها اصبحوا من الماضي. المستقبل لا يبنيه العجائز ولا الأُسر الحاكمة ولا صراعاتها. الثورات العربية- وقد أطلقوا عليها تسمية "الربيع العربي"- مجرد مقدمة للتغيير الكبير فالأكبر. هذا ما يقوله أصحاب القرار في عواصم القرار. لا أحد يجهل أن "عزت الشابندر" هو الرجل الثاني في الدولة العراقية. مرشح المالكي لوزارة الخارجية بدل الوزير "هوشيار زيباري" وتصبح "الدفاع" ضمن معادلة المناقلة من حصة "الأكراد". الشابندر "المستشار" حالياً "الوزير" مستقبلاً متقدماً في مهامه الخارجية على زيباري الذي كان يقبع في الظل. تناقلت المجالس الخاصة كثيراً من أحاديث الغيرة بين الشابندر وزيباري. الأول يلتقي ويتصرف كوزير خارجية بإيعاز من المالكي بالسفراء العرب والأجانب في مكتب المالكي بالمنطقة الخضراء. وزيباري يلتقيهم في منتجعه بأربيل. المالكي سينجح بإزاحة زيباري من موقعه بتعيين الشابندر "وكيل" بصلاحيات "أصيل". تمهيداً لتعيينه وزيراً للخارجية. في تاريخ (قبيلة حزب الدعوة الحاكم) كثير من التنافس الصامت بينها وبين شركاءها- الأكراد-. ولكنها المرة الأولى التي ينتقل فيها التنافس إلى الجيل الجديد. الشابندر يمثل (الجيل الثاني) و(أحمد) نجل المالكي يمثل (الجيل الثالث). زجه أبيه في لعبة الحزب والسلطتان الدينية والسياسية. ماذا عن المستقبل ومن يضبط تنافس المئات من الطامحين والطامعين يوم يغيب الآباء الذين يمسكون لعبة التداول ويتصرفون بقدرٍ ما من الوعي والحذر. قصة العزيزين- عزت وأحمد- تعطي الجواب. تقلق ذوي الأمر وذوي المصالح الخارجية وترخي على المستقبل سوادها القاتم. يقولون: بتوقيت ما لن يكون التغيير من ضمن النظام بل من خارجه، وقد يتجاوز الجغرافيا؟.. يثير أيضاً موضوع تعيين "أحمد" مديراً لمكتب أبيه وسكرتيره الخاص في "القوات المسلحة" الذي تتقدم صلاحياته على الكل، عدداً من الأسئلة الأُخرى: هل يمهد المالكي لكسر قواعد أُخرى تطلق يده في بناء نظام عراقي جديد يتم تفصيله بهدوء. وهل حمل أو يحمل ولده المتصابي (أحمد) مشروعاً آخر لعلاقات خارجية مختلفة تتم صياغتها في الخفاء. الوقت ضيق. المالكي متعب والتغيير يتحرك ببطء سلحفاة مرة وبسرعة أرنب أُخرى. الكل يخمن ويحسب ويضن وينتظر ولا أحد يعرف مايريده المالكي المريض، القلق الصامت والرافض. القلق من المستقبل والرافض لقواعد ولاية السلطة الدينية كما هي اليوم والمتطلع لدور لأولاده يحافظ به على الحضور الذي حافظ به هو لمراحل: علاوي- الجعفري. وربما ماهو أكثر من الحضور بعد أن أصبح زعيماً بيده الأمر وله الأمر. إنها فرصة التغيير الوحيدة المتاحة لكسر كل القواعد الموروثة والمتعارف عليها هكذا قال (المالكي) الأب ويتابع الإبن، وهكذا يريد البعض من رفاق حزب الدعوة ممن أبعدتهم الظروف أو قضت بتهميشهم. إنه إنقلاب القصر، وقد يتجاوز الإنقلاب القصر إلى النظام. إنها المعركة الأخطر في تاريخ العراق وهي تطرح، بقدر ماتهدد، قدرة نظام المالكي على الصمود في وجه أعاصير التغيير والإنقلابات المقبلة..؟!
|