لم يحسن حكيم شاكر مدرب منتخنا الوطني التعامل مع مباراة السعودية، لا من ناحية التشكيلة التي خاض بها المباراة، ولا من ناحية اختيار التكتيك المناسب لها، فضلا عن التبديلات غير المجدية التي أجراها خلال سير المباراة، ومن الأخطاء الأخرى اشراكه اللاعب علي فائز في مركز المدافع اليمين ليذكرنا بالخطأ الكبير الذي ارتكبه بيتروفيتش مدرب المنتخب السابق حين أشرك اللاعب أحمد ابراهيم في المركز ذاته. من ناحية التشكيلة التي خاض بها هذه المباراة فنعتقد أن مراهنته على اشراك اللاعبين الكبار في السن لم تكن مجدية مطلقا فلم يظهر اللاعب الخلوق جدا قصي منير بمستوى يتناسب مع أهمية المباراة، إذ لم يكن فعالا طوال وقتها وقد ظهر ذلك واضحا من خلال مناولاته الخاطئة، فضلا عن فقدانه الكرة بسهولة، وهو الحال نفسه الذي ينطبق على يونس محمود الذي حاول جاهدا اثبات جدارته في تمثيل المنتخب بعد اعلان اعتزاله، لكنه أخفق في هذه المباراة مثلما أخفق في مباريات تصفيات كأس العالم الأخيرة والتي بسببها أعلن اعتزاله الكرة قبل المباراة الأخيرة فيها. لقد أخفق يونس، لاسيما حينما أضاع فرصة محققة وهي الفرصة التي انفرد فيها تماما بحارس مرمى المنتخب السعودي، والتي لو سجل منها لاختلفت نتيجة المباراة بشكل كبير، وأخفق يونس في الشوط الثاني من المباراة بعد أن انخفضت لياقته البدنية وذلك يعد مسألة متوقعة نتيجة عامل السن، وقد وصل اخفاقه بسبب هذا الأمر الى أن يكون عالة على المنتخب. الغريب في الأمر أن حكيم شاكر أصر على استمراره في البقاء بالملعب وزميله قصي منير. أما اللاعب كرار جاسم المبعد من صفوف المنتخب بسبب تدني مستواه والعائد بدعوة من حكيم شاكر فقد خيب الآمال لأنه ظهر عاجزا عن تقديم أي لمحة كروية تذكرنا بمستواه الذي عرفناه فيه خلال البطولات السابقة وربما يعزو بعضنا سبب ذلك في عدم اشتراكه ضمن التشكيلة الأساسية في هذه المباراة. أما عن التكتيك المناسب لهذه المباراة فنجد أن حكيم شاكر أخفق في ذلك أيضا وكان الأمر واضحا من خلال العشوائية التي لعب بها المنتخب العراقي والتي تجسدت في اندفاعه للهجوم في ساحة الفريق الخصم بشكل غير مبرمج، وهو الأمر الذي كاد يتسبب بخسارة كبيرة بسبب الهجمات المرتدة العديدة التي قادها المنتخب السعودي، تلك الهجمات التي كان فيها عدد مهاجيمهم أكثر من عدد مدافعي المنتخب العراقي. الاعتماد على الكرات الطويلة في عمق ساحة الفريق الخصم حالة بائسة في ظل تواجد عدد كبير من مدافعي الفريق الخصم، لاسيما حينما يكون أغلبهم من طوال القامة، وكذلك في ظل تواجد مهاجم غير سريع مثل يونس محمود، وللأسف فان حكيم لم ينتهج غير هذا الاسلوب طوال وقت المباراة. لقد حصل المنتخب العراقي على عدد لا يستهان به من الضربات الحرة المباشرة وغير المباشرة، فضلا عن عدد كبير من الضربات الركنية. لم نجد أي تكتيك حقيقي لتنفيذ هذه الحالات بشكلها الصحيح وهنا نشير الى أن مباريات عديدة انتهت نتيجتها من ضربة حرة مباشرة، أو غير مباشرة. هذا الأمر يدلل على اخفاق حكيم شاكر وقد ظهر ذلك واضحا من خلال عدم وجود لاعب متخصص لتنفيذ هذه الحالات حيث كان التزاحم بين اللاعبين قبل كل حالة واضحا قبل التنفيذ. التبديلات التي أجراها حكيم شاكر لم تكن مجدية لتغيير ما يمكن تغييره وهو الأمر الذي يدلل على أن قراءته لأحداث المباراة لم تكن دقيقة، وهذا اخفاق كبير بحد ذاته. اللاعب سعد عبدالأمير كان أفضل لاعب في خط الوسط وبالتحديد كان أفضل من قصي منير وسيف سلمان وكان استبداله مفاجأة للجميع، أما في خط الهجوم فكان عليه اخراج يونس محمود بعد أن ظل متفرجا خلال الشوط الثاني بسبب انخفاض لياقته البدنية، لكنه أصر على بقائه الى النفس الأخير من زمن المباراة، وكان عليه أن يجري تغييرا حقيقيا على الأطراف من خلال اشراك اللاعب الشاب أحمد ياسين، لكنه لم يفعل، ربما بسبب علاقته السلبية مع هذا اللاعب!!. نعم، نصفق لحكيم شاكر ونشكره حينما ينجح في مهمة، لكننا أيضا نشير الى اخفاقاته حينما يفشل في مهمة أخرى، وهنا نؤكد على أن حكيم شاكر أخفق في هذه المباراة بالرغم من أن المنتخب الآخر لم يكن ذلك المنتخب الكبير الذي يستحق الفوز.
|