الأرهاب رابع الشركاء في السلطة

 

 

 

 

 

 

لماذا اصبح الارهابيون قادرين على تفجير عشرات السيارات المفخخة في عدة محافظات عراقية في يوم واحد ؟ لماذا اصبحوا قادرين على تكرار هجماتهم يوميا ؟ الاجوبة الرسمية مفقودة ، الأجوبة غير الرسمية متوفرة بالارقام ، الارهابيون حققوا مكاسب كبيرة فالهزائم في سوريا ترجموها الى انتصارات في العراق ، انتصاراتهم لها تعريف واحد هو توسيع لعبة القتل العشوائي ، كانوا قبل سنوات يهجمون وينسحبون والآن يحتلون مناطق ويستقرون فيها ، ويحصلون على اسلحة متطورة ومتفجرات فتاكة واسلحة كيمياوية ، سياسيا اصبح الارهابيون يتقاسمون السلطة مع الحكومة في البلد ! كيف ؟ لأن نوابا ووزراء وضباطا كبارا يعملون في مع الارهاب تنظيما وتمويلا وترويجا بشكل شبه علني ، ولا يمكن اعتقالهم أو تنفيذ المذكرات القضائية لرفع الحصانة عنهم ! هذا الاختراق الواسع سهل عملية تهريب اكثر من الف سجين من سجن ابي غريب ومعناه رفد الارهاب بأكثر من الف عنصر بقرار رسمي ! يضاف الى ذلك ان الارهاب يمتلك حاليا عدة قنوات فضائية مجازة رسميا تروج لعملياته وتحرض على الحرب الطائفية ، حتى ان بعضها لا يستخدم مصطلح (الارهاب) في نشراته ، أما تمويل الارهاب فقد شهد نقلة مهمة فلم يعد بحاجة الى اموال النفط الخليجي ، لأن أموال النفط العراقي تحول اليه عبر المسؤولين الحكوميين والتجار ، ويفرض اتاوات اجبارية على الاهالي في مناطق الحواضن . يقابل هذا التطور في جبهة الارهاب تراجع في جبهة الحكومة وجمود سياسي وفقدان للتوافق بين الشركاء وتجميد وثائق الشرف وعهودها واستمرار الأزمة السياسية ، مما يعني فقدان الاستقرار السياسي الذي هو اساس الاستقرار الأمني ، يرافقه عدم وجود وزراء امنيين حتى الآن ، وجمود في اساليب القوات المسلحة واستخباراتها وتدريبها وخططها ، وشيوع الفساد في اوساطها ، حتى تبدو النجاحات التي تحققها مجرد جهد شخصي للشرفاء من الضباط والمراتب ، ضحايا الارهاب هم افراد الشعب وليس المسؤولين . اذا استمرت الأمور على هذا المنوال سيفقد الناس صبرهم ويتخذون التدابير الفردية والمناطقية والعشائرية لحماية انفسهم ، وهذا يعني الاستغناء عن الدولة ، وفتح ابواب الحرب الأهلية والفوضى والتقسيم ، أي تحقيق أهداف الارهاب التي سعى اليها بكل جهده ، الشعب يعتقد ان الدولة فشلت في حمايته من الارهاب والفساد ، لذا فهو غير متحمس للمشاركة في الانتخابات المقبلة ، وهذا يفسر اصرار بعض الكتل على تأجيلها ، اذا اجريت الانتخابات ستزيح الذين فشلوا ، ومثلما كان الملف الأمني هزيمة للسابقين فسيكون اختبارا صعبا للاحقين . من يريد انقاذ بلاده من الأرهاب فلا يستمع الى املاءات الاجانب ، ولا يجعل بلده اضحية لاعياد الآخرين .