ماذا ينفع المرء إذا ربح العالم وخسر نفسه |
" ماذا ينفع المرء إذا ربح العالم وخسر نفسه "..! (المسيح)
اليوم، وبعد إعلان المحكمة الإتحاديّة العراقية العليا قرارها بوقف النهب المُدستَر والسرقة المُشرعنة ( الرواتب الفاحشة للمُستكرشين النوّاب العراقيين ) وإلغائها.. فقد ربح العراق اليوم نفسه وشعبه وكل العالم، وباركت السماء تلك الأقدام المُتعبَة والضمائر المُستريحة التي زحفت إلى ساحات " الفردوس" و " التحرير" و " قاسم" .. مع الوعيد والتهديد والهَلع والخوف الذي كان يَضمِر لهم كل ماهو سيّئ.. مُردّدين معهم شعارات الولاء للوطن ومُزيحين عنهم شعارات الطائفة والدين والآيدولوجيا ، فقد ذهبوا بأرواحٍ عارية تجرّدَت من كُل ماهو غير عراقي أو لا ينتمي للعراق الذي إحتضن ماقبلهم وماقبل البشرية وماقبل السيسيولوجية كل آلهات الحُب والقوّة والبعث والخصب والموسيقى والمَطر .. عراقٌ كان لا تُشبهه أي قطعة أرض اُخرى ، لذلك فزعوا إليه ينتصرون له بعد أن استملكت طبقات العبيد منابع العطاء الباذخة.. فولَدَ بعدهم عراقٌ مُشوّهٌ يُعاني التشظي في فضاء الأوطان.. فطالبت تلك الأقدام وتلك الضمائر بإلغاء المكاسب الفاحشة لفلول ملوك الطوائف والمال والنكاح ( النواب وأقزامهم).. مؤمنين بالقادم المُبارَك لهذه المظاهرة و مُعتنقين ما قاله "تونغ شان " عن وطنه : بحثتُ عنكَ طويلاً خلال الآخرين .. وكنتَ بعيداً لا أستطيعَ الوصولَ إليك ، وعندما بحثتُ عنك داخل نفسي أصبحتُ ألتقيك في كل مكان. أنتَ لستَ سوى أنا. فها هُم العراقيون اليوم يربحون وطنهم ويربح بهم وطنهم.. فشكراً لتلك الأرواح العارية، وشكراً لتلك الأقدام المُتعبة ، وشكراً لتلك الضمائر المُستريحة التي نهضت من قبرها لتشارك بصنع ليلٍ بلا جيّاع ووجوهٍ بلا بُكاء.. والشكر الباذخ لرئاسة المحكمة الإتحاديّة العراقية العليا التي رفضت أن تكون داعرة وعاهرة في أسواق المال والنكاح والسلطة فأصدرت مرسومها بإلغاء الرواتب التقاعدية للرئاسات الثلاث ومجلس النوّاب وكل حاشية حكومة الخلافة اللا أخلاقيّة. والشكر لا ولن يتجاوز ذلك الإله القابع في قلوب الفقراء والمتمردين والمتظاهرين الذين صلّوا له صلاتهم الأخيرة وهم يتوجهون لإنقاذ بلدهم ، فكان الله معهم يحمي أجسادهم وأرواحهم ولافتاتهم التي كُتِبَت بكل لغات العالم : فإلهٌ يُولَد من طفولة القلوب يملأ الفراغ بعُشب الوجود ، كما قال "عماد موعد" ،هكذا كان الإله معنا يُغطّي بوجوده أرصفة تلك الساحات الثائرة في 31 آب الماضي. مبروك نصركم. |