وأذا العراق تنفس

 

 

 

 

 

 

يجثم على صدر العراق الجهل والتخلف والخوف , وامراض دخلت الى رئتيه المتعبة من حروب صدام الحمقاء , انتشرت مع الرمال والاتربة التي حركتها جحافل الاحتلال حين دنست ارضه , امراض كثيرة غريبة , عراك طائفي مفتعل , وفساد فتاك ينخر جسده العليل , وقوم موتورين يبحثون عن الثأر والانتقام , وتجحفل مذهبي وطائفي وقومي يدعوا الى التقسيم والتجزئة مدعوم بقوانين سُنت في دستور يعجزون عن تغييره .

 

سنين زراعة الشر في العراق استمرت لعقود لابد ان يكون موسم حصاد الموت طويل ومتنوع , الكراهية والحقد تربة صالحة للقتل , صور من المعركة تقزز , اموات ينتشرون على الرمال واشلاء منثورة فوق التراب , صور تبقى في الذاكرة , وافلام مسربة من قيادة النظام كلاب جائعة بأنيابها تمزق اللحم البشري وممارسات خدشت حياء المجتمع العراقي وقتلت براءته , كانا الخوف والنفاق هما المسيطران على الاجواء العامة , وحين احتلت بغداد كسر حاجز الخوف وعمت الفوضى , اما النفاق فقد ازدهر في ظل الاحزاب الاسلامية التي استقطبت الجهلاء من كل طائفة .

 

من مفارقات الزمن . النظام السابق كان يشن الحروب على جيرانه , ولكنه امام الاحتلال فر هاربا بعد ان تخلى عن اسلحته وتركها على قارعة الطريق .

يحتاج العراق الى زفير قوي يطرد من رئتيه كل الفايروسات التي دخلت وعشعشت فيه , ويحتاج الى شهيق يرفع صدره ممتلء بالعافية ليزيح عنه كل اشكال الظلامية التي جثمت على صدره ولايوجد افضل من هواء الربيع المنعش في نيسان القادم حين يتقدم بخطى ثابتة نحو صناديق الاقتراع للانتخابات البرلمانية الجديدة , تخيلوا عراق جديد خالي من الارهاب والفساد والتجمعات الطائفية التي تدعو للفتنة , تخيلوا عراق يحضن ابناءه ويخاف عليهم تخيلوا عراق يحفظ ثرواته وامواله , تخيلوا صباحا عراقيا نستمع فيه لفيروز وهي تغني , تخيلوا امسياتنا على ابو نؤاس , تخيلوا افراحنا واعراسنا بدون ارهابي يلبس حزام ناسف ليقتل الفرحة , تخيلوا عراق يُحترم فيه العزاء ولاتفجر سرادقه وناسه , تخيلوا اننا نعيش بلا خوف ولا قلق على اهلنا حين يروحون ويجيئون , تخيلوا عراقي يعتز بجواز سفره وهويته , فقط تخيلوا

 

تخيلوا كل هذا حين يتنفس العراق