١٠٠ عام من الخواء

 

 

 

 

 

 

100 عام من الفشل السياسي المزمن ، السبب الأهم في ذلك هو اننا فقراء فكرياً بشكل مفجع ، حتى النجاح الشحيح الذي يتحقق هنا او هناك تأتي به ظروف غير محسوبة وغير مخطط لها .
دُلني على قائد سياسي يستطيع أن يخلق افكاراً او يستطيع أن يُنظر في الفكر السياسي والإجتماعي ، بل سنتنازل لأقل من ذلك لنقول ؛ يستطيع ان يهضم الأفكار الموجودة والنظريات ويتوائم معها ليقدم منهجاً وخطاباً مدروساً ؟!
وربما ينسحب ذلك على المجتمع ككل ايضاً ، فالمعروف عنا اننا بلاد الشعر ، فهو الثيمة الثقافية المميزة لنخبنا بل ان الكثير منهم لا يتكرم على من يعمل في مجال الفكر السياسي والفلسفة والإجتماع وغيرها من العلوم ويعده "مثقفاً" ولو اجريت احصاء بسيطاً في قنواتنا الفضائية وصحفنا للبرامج واللقاءات مع مختصين في تلك العلوم ومع شعراء وشاعرات وفنانين وفنانات لوجدت بوناً واسعاً .
لا نريد ان نقلل من قيمة الأدب طبعاً ولا ان نحط من قيمة الفن لكن ان يستمع الناس للقاء اسبوعي مع مطرب كان افضل نتاجه اغنية ساذجة كالعكَربة او الدفان او غيرهما فيما لا يستطيعون ان يستمعوا لكامل المراياتي او فالح عبد الجبار او حيدر سعيد او غيرهم الا مرة كل ثلاثة اشهر او اكثر فهذا ما لا يستطيع ان يتحمله احد وهو خطوة على طريق الخراب المستمر .