كفى إهانة للشعر الشعبي.. حسين علي غالب

 

 

 

 

 

 

أتعرف بين فترة و أخرى على عدد كبير من رواد الشعر الشعبي الجميل فللشعر الشعبي مكانة متميزة في  تاريخنا ، فمع كل حدث تاريخي كانت قصائد باللهجة الشعبية يتداولها المجتمع و تتحدث عن

 هذه المرحلة أم بالخير أو بالسوء .

فمن منا لا يتذكر قصائد الشاعر الراحل الملا عبود الكرخي المتنوعة ، و قصائد شاعرنا الكبير أطال الله في عمره مظفر النواب .

و لكن الآن الحال تغير بشكل كامل و على الخصوص في السنوات الأخيرة الماضية فلقد أصبح كل إنسان يريد أن يلصق نفسه بالمشهد الإعلامي أو الأدبي أو الثقافي و لا يجيد حتى القراءة و الكتابة ولا يعرف الفرق بين "الدارمي " و " الأبوذية" إلا و يطلق على نفسه لقب "شاعر شعبي"..!! 

أن المشكلة ازدادت في التفاقم بسبب  تفشي مؤسسات المجتمع المدني التي تدعي زورا و بهتانا بأنها تهتم بالأدب الشعبي فأصبح لهؤلاء هويات و نشاطات هزيلة يقومون بها هنا و هناك و بفعلتهم هذه يؤثرون بشكل واضح على ""جمعية الشعراء الشعبيين العراقيين"" التي تعتبر جهة رصينة تحظى باحترام و تقدير الجميع .

و بما أنني قد قاربت على الانتهاء في موضوعي القصير هذا علي أن أذكر أن بعض وسائل الإعلام العراقية للأسف لعبت دورا غير مشرف ، فقامت بعمل برامج للشعر الشعبي و لم تستضيف في هذه البرامج رموز الشعر الشعبي الكبار على سبيل المثال الشاعر الكبير " عريان السيد خلف " أو الأستاذ و الصديق "فالح حسون الدراجي" و غيرهم الكثير ، بل جلبت من هم أقل من هواة ، و الصحف و المجلات وضعت صفحة أو صفحتي من مطبوعها و ملاءتها بخزعبلات تحت تسمية "أدب شعبي " أو "شعر شعبي".

أنني أطالب "وزارة الثقافة العراقية" و أخواني في "جمعية الشعراء الشعبيين العراقيين" بوقفة جادة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه و إيقاف "بكتيريا " بعض ممن يطلق على نفسه لقب " شاعر شعبي " و يسيء للهجة العراقية الحلوة و للتاريخ المشرف للشعراء الشعبيين الذي أكن لهم كل الحب و الاحترام و التقدير.