أحتواء العلل |
إلى من تاق التأمل فيه زهواً دون خبج ألفاظه وأعتباط المعاني وتسربل المضمون في عقبات الفحوى أسترجاء إلى وأعتبار المراد
إلى من جعل نفسه مرآة لأخطائه دون التجمل بمعاناة الآخرين ، فأنتقل من صلاحها ونسى قرناء أهولائه وعقال هفواته تبريراً لما أولاه القول وسرمده الواقع بين جنباته فأسلا التعدي وأمضى التسامح فيه من ذاته أرتضاءً للصواب وسبراً في أمتنانه للجواب
إلى من سهى الدنيا حين أعتناقه الزلفى ، وأستناداً لما قصر في ذاته ، وأستمالاً لعيبة وجوده ، وتقويماً لصراط في كيانه في محط الخير ودرأ الشر سنّة من هو هو ، وتحذيراً من هدم الهوى مروءة عند الشبهات وحصم الزلل
إلى من نمق الحسنى قبل النطق بها وأضخد الأنصاف من نفسه دون عفق المقدمات بلحاظ مآخذ غيره تعبلاً لمضامين الحكمة وأستحضار العقل في أستقامة العلل في خضم الدلائل عند مقدمة الواجب بلحاظه عقلاً لاشرعاً ، إن النقاقص لايتقوم بناقص مثله إذا أتسم المحمول بالمثالية على سبيل الأستطراد الذي يتوخاه الموضوع والمناط من أولويات القضية الكامنة من جزئيات الكلية على طرفيها الأيجاب في الأطراء والسلب في الأمكان
نعم لايتقوم السالب بمثله إذا أقترن بماهية الأستدراك من حيث سلب الموفقية وعتو الرأي عند الرجاء مخافة الحذر دون التنجز منه مما يؤدي إلى أستبداد الفكر ورين القلب في مخاطر الأنزلاق ولوث المقاصد
فعندما يتقوقع النفس في بؤر الشبهات رغم تزامن أطراءات الموضوع مسبقاً وهول المحمول في أقتناء الأسباب ضمن منآى الوهم الذي أردمه التبصر في بدء نشوء الأغترار بالشيء على حبك النوايا وهذا لايغني عن التوجه الذي أعتاد عليه البعض ومن هنا فأن الأنحراف بالفحوى قوة لافعلاً وإنخراط المرء في مسالك الشبهة بلا تخرص الذات من المؤثر الذي ألجم الأستباحة ، فأن التخبط في هذا المنحى يستوجب العتاب لأنه من محض الشبهة من دون فهم المراد ولكن هنا إيقاع النفس في الشبهة للذي تعقبه في أمتثاله للمنكر وفي نفسه في دنوها لفعل ذلك المحظور وبسر نحوه ثم التراجع عنه وهذا توفيق العقل عند أمتناعه عن حبائل الشيطان ودرأ النفس الأمارة بالسوء قبل التوغل متحمل آثاره وهذه شبهة للطرفين ( له ولغيره ) وأذلال النفس بلا توجس من الوقوع لأن اللذه سلبت منه التوفيق وغلبت العقل لكن في المقدمات فقط
هذه الأيام نرى بعض العلل تندمج مع السحت وكأنها متأصلة فيه ، وهذا لمن لم يدرك أغلاطه ويركب أمواج الأنحراف على أساس أنها فسحة للقلب كالغناء ، أويسلب الغنة من ألفاظه وهي الطرب في مصطلح المنغمسين في الرذيلة من حيث القضية الصغرى له فهنا المرء ربما يتوخى الحذر وهو من آثاره وعواهنه قيدته بسلاسل الأُس الآخر على غرار معية المحسوسات المقرونة بتوجس الأنتماء الروحي لخطرات الفكر الذي أرتمى بين أحضان النقد التحليل وهو إمارة جلية من مظاهر إدحاض الأشياء بمعلولاتها لابمسمياتها
ليس من العبث أن يتقوقع المرء في موضع الشبهة فيما إذا تنزهة الآخر عن حوالك الظنون وبواعث الأستغراب ويعلم أن الواقع خلاف الشكوك إذا ألتمس التريث في عجالة الآثار وليس الرفعة والزهو على حساب تدنيس العلل وهي تتقوم بالفصل لذلك فأن الغلط يسبق الحكم فتعتريه الشبهة في الظواهر بقيض المحتوى
بعيد عن المآخذ فأن ترك التمحيص عن الأنحراف تختزنه الذات بمكنون المعرفة لحين الأدلاء بعواقب الأمور ، ريثما يدحض الظالم تعسف نفسه من مثله إذا تنزه عن سوء الخطايا وسوء التعامل معها والأخذ من محدثاتها وليس تنزه النفس من خطرات وقوعها في الزلل وتعففها عن الوغول في سحت الذنوب بل فقدان القدرة لأن الظالم هو الخطيئة بذاتها وقد تجسد ذلك في أفعاله السالفة وحاضره دليل على أقواله
قد يتصور الفصل إن كان فعلاً وصف لذاته يرمم الأشلاء وهو مصدر لما تهتريء به وإمارة لهتكها لما يصون تعقلها في صعيد وجودها وتكاملها في عالم الأفهام ، إذ إنها تتقوم بسلب أفعال ذاتها وهي أحوج ممن تتكون به لذاتها وعين لصفات من التجأت اليه وهي أسيرة في أفتقارها والناقص لايستمد بذاته وغيرها نظير لماأستغنى عنها من دونها وفي هذه الصورة يقطن المرء في بودقة من المسكنَّة مواردها خفية وتبعاتها جلية إذ أنها تلهو وموائدها الوهم وآثارها الظنون وهو في منآى علم اليقين من حيث حاصل سلب الأمكان وهذا ضمن دائرة الأجمال الذي يأخذ منه ولايجزى به وكل ماوطئته الماهية فأنه لايعلم موقعه من تخرصات الشبهات ، ورغم هذا يحتوي الشيء بالناقص فعلاً ويكتمل بالأيجاب لغيره أستناداً
لوأستقرأنا بعض الأفكار لوجدنا أن البعض يظن أن الآثار بشطريها السلبي والأيجابي لأتأُتى من الشبهات لأن فيها العتاب ولايستحق عليها العقاب ، وأنا أعتقد ضعف المرء في أشتمال المضمون ونقص الفهم في أحتوائه لذلك يقوم بالجرم لعدم وجود ضوابط أخلاقية وقوانين شرعية تردعه عن الزلل وضوابط روحيه تقيده عن ذلك الهدف الذي كانت مقدماته فاسدة وقضيته بطبيعة الحال مناهضة لمفهومي الحسن والقبح بغض النظر عن كياسة العقول وسلوك تصرفها أن بعض تصورات الناس الذي ينتابها الشك في بدء نشوءها على سبيل تحمد الشبهة وأنكار فعلها المحظور كمن أجتهد وأخطأ فله أجران وهنا أستمال القضية الكاملة إلى الإيجاب ، أجل يمكن ذلك النظر في الأحكام الشرعية وليس هذا مقابل النص لأن الأجتهاد به باطل لأن حكمه واضح ولايحتاج إلى أي رأي أوأجتهاد مطلقاً
وأوضح مثال على ذلك كما جرى في واقعة كربلاء وأستشهاد الأمام الحسين بن علي صلوات الله عليهم وآله ، عندما قام يزيد بن معاوية لعنة الله عليهم بتآلب الأمة أنذاك على قتل بن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وهذا الفعل الشنيع ليس شبهة ولاأجتهاد بل جرم يستحق عليه العقاب ولكن قصر فهم الآخرين وأحجامهم عن الحق من قبل ثلة منحرفة تغوي الناس بتسترها على الباطل
ومن أبسط الأسباب هو حب الدنيا وأن المال رأس كل خطيئة لذلك أصبح دينهم سلعة تباع ولاتشترى وأن كسدت وقبلتهم شهوة يرومون اليها متى يشاؤون على قيد المنافع الدنيوية وهذا هو عدم أحتواء الحق وهو ( الحسين ) عليه السلام وأهل بيته الطاهرين ومحض الباطل وهو ( يزيد ) لعنه الله ، من قبل يزيد والذين أتبعوه فيما بعد وساروا على نهجه المنحرف لحد الآن وأخيراً بلحاظ الظاهر وليس الشك إتجاه الشبهات ومايندمل بين طياتها من عدم أحتواء الباطل الجلي والخفي وغل ظواهره الواضحة كما يقوم به الناس على فعله ، ولكن لوأستمر في طغيانه وبقاءه على الوهم فأنه يخرج منبلة الملة إن صح التعبير إلى الفعل وبأسلوب تجريدي لأنه قد أستوقد الأشياء بمكونات الأستمرار وديمومة القصد السلبي
فهنا يصبح وقوداً لها ورصيداً من الحسنات لغيره دون سواه ولمن أستحق التبعات منه اليه وهو من ناحية صدور الفعل الواقعي وهو تصور على أنه على صواب في دحض القول وقبول الفعل وهذه من صفات البلهاء
من البهديهي أن الأشياء علة مستحضرة من العدم المحض ومستقرة في ماهية الخلود على سبيل اللحود المنتشرة على الثرى رغم تزاحم الذاكرة
عندما نرجع بعقولنا للخلف حيث بدأ الخلق وقبله خلق آدم مع العلم جهلنا المحض عن عالم الملكوت والذر والذي تليها بعد أنصهار الأرواح بالفناء كعالم البرزخ والقيامة والوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى وهذه المعرفة التي نختزنها في عقولنا هو ماعرفناه ووعيناه من القرآن الكريم والسنة النبوية
وهنالك شواهد متعددة كما روى القرآن قصة نبي الله موسى عليه السلام حينما ذهب للخضر عليه ليعلمه والقصة معروف في خرق السفينة وقتل الطفل وبناء الجدار وكل هذا فأن نبي الله موسى عليه السلام لم يستطع صبراً ، وهنا الأحتواء له معيار خاص بمنتهى جزئيات القضية المفوضة للخضر عليه وهو الأعلم من الأهتداء لذلك العلم الرباني دون سواه في تلك الحقبة بعد أستقراء الحائق وتقصي آثارها كما ذكره القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة نجد أن الرسول محمد صلى الله عليه وآله له الأحتواء الكامل بالعلل ومن بعده الخليفة الشرعي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام وعترته المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم وهم يرفلون بالعصمة والولاية نزولاً وتأويلاً وهي من مصاديق الأحتواء الكامل ولم ينحرفوا مطلقاً طرفة عين أبداً عن جادة الطريق وهم الصراط المستقيم ومن خالفهم يخرج من أحتواء الملة المقتضية للنجاة إلى بلة القول سرداً وأحتواء السلب فعلاً في ختام هذهِ المقالة أرجو من القراء الكرام أن يستوحون من الألفاظ المعاني على قيد الأدراك وليس سلوك الأفراد لأن القول في زمام قائله فإذا خرج صرح عما في مكنونه وألزمة الحجة ومعاقل الصواب.
|