سواتر تفصل مراحل تاريخ الشعوب, لا تعود إليها, غير إنها تبقى نقطة تنير لها درب المستقبل بوحي من آلام الماضي, فتعتبر بما حدث. تلك أوربا تتخلص من أشكال سلطوية عديدة وتصل في نهاية المطاف إلى منظومة راقية ليس فيها أسمى من حق المواطنة وقداسة الإنسان, فكان لها قصب السبق في (أنسنة) الدولة قبل كل شيء. حتى بعض البلدان المتخلفة, لا تنظر إلى الوراء...مسيرة الحياة تتطلب أحترام العقل.
الوعي الجمعي -هنا- في حالة صراع مع شهوات رجال السلطة, كثيرون من عبروا إلى ضفة العصر بعد طول بقاء في الجانب الآخر, والباقون كثيرون أيضاّ. وما بينهما جعجعة تحركها ألسن مؤدلجة تبغى البقاء في حياة البذخ والترف الجديدة!.. ما هي إلا ضغطة واحدة على الزناد وتنشب الحرب التي لا تذر سوى سكان الكوكب الأخضر في مدينة السلام..! سيُلسع الجميع بنار يسجّرها المد التطرفي, وينفخ فيها من ستلسعه لاحقاً..! كل الطرق موحلة وأثبتت عدم صلاحها في تشييد المجد المنشود, فحديث الأنتخابات يقضُّ مضاجع بغاة الديمقراطية, لأن فيها زوالهم...لا بدّ من دربٍ آخر, يسلكه الشعب, وقد يُعبّد قريباً..!
ثمة تجربة أخيرة قبل الوصول لمرحلة شواء الأرض بمن عليها, لعلها مرّت دون سؤال, لكنها لم تكتمل بعد...صنم أو تمثال في سجن حكومي صمم ليمثل الجزء العلوي من جسد البطل!..إن أكتملت فستضاف -للصنم- بقية الأعضاء ليقف شامخاً في أحد الساحات البغدادية, ثم يتكاثر ويفرّخ أصنام بإحجام وأشكال مختلفة.
سيتحول رواد الفضائيات من صفة (برلماني) إلى صفة أخرى مرتبطة بأحد الفنون الصوتية أو الجسدية, مطرب؛ راقصة, لا أدري بالضبط, لكن هذا يعتمد كلياً على ما تحدده مواهب أولئك الناهقون, الآن, دفاعاً عن صاحب الصنم, ومن ينهق لا يستحي إن رقص أو تعرّى..!
|