موالون بالاقوال نواصب بالافعال

 

 

 

 

 

 

عيد الغدير سمي بالعيد الاعظم لانه يرمز الى اكمال الدين واتمام النعمة ، هو افتتاح لعصر التأويل بعد عصر التنزيل في مسيرة الاسلام ، نحن ابناء العصر الثالث عصر الاجتهاد ، عصر المرجعية والانتظار . أغلب حكام هذه الأمة تركوا وصية يوم الغدير في وقت مبكر وساروا باتجاه معاكس ومازالوا ، أصبحوا في دائرة الخطر المؤشرة في قول النبي (ص) اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ، فان الله يوالي وينصر قوما ، ويعادي ويخذل قوما آخرين على اساس هذا المعيار ، لذا سمي علي (ع) (قسيم الجنة والنار) ، هذه الحقائق كلها من مصادر الذين عادوا عليا وخذلوه وقاتلوه ! الفريق السفياني الشهير متواصل النهج قوي الحضور ، الا انه فريق خذله الله في العاقبة فاصبح اليوم جزء من الصهيونية العالمية وخادما لها والقادم اعظم ، لكن الفريق الأخطر هو ذلك الفريق الذي يعلن بلسانه الولاء والنصرة لنهج علي (ع) لكنه في افعاله هو الد الخصام ، نواصب بثياب موالين ، باسم التشيع والولاية يسرقون ويظلمون ويقتتلون على السلطة ويمارسون الكذب والغدر والتكبر والقسوة ، اقوالهم علوية وسلوكهم سفياني ، يتخذون التشيع غطاء لمروانيتهم الفاضحة ، اصبح الولاء لصاحب الولاية عند البعض يعني الرئاسة والترف والأمن والعافية ، وعند البعض الآخر تعني التهميش والاقصاء والفقر والخوف والجوع والغم ، وكل من السارق والمسروق يشهد ان عليا ولي الله ! في عيد الغدير لسنا بحاجة الى اعادة ذكرى الوصية والتنصيب الالهي فهي باقية لانها جزء من الوجود الكوني ، لكن نحن بحاجة للتذكير باصحاب الولاية اللفظية والتشيع الكلامي عندما يكون غطاء لسلوك مرواني سفياني عبر التأريخ ، هناك دول طواغيت حكمت وانقرضت وهي ترفع شعار التشيع وتنادي (علي ولي الله) كدولة الادارسة في المغرب ، دولة العلويين في الديلم ، دولة الحمدانيين في الموصل ، دولة الفاطميين بمصر ، دولة الزيديين في اليمن ، دولة البويهيين في العراق وايران ، دويلات في بلاد فارس كالصفويين و الزنديين والقاجار ، كلهم تباكوا على مظلومية امير المؤمنين واتخذوها غطاء لسلوك طاغوتي في الشكل والمضمون ؟ دولة العراق الحالية هل هي امتداد لدولة امير المؤمنين الذي غضب على واليه في البصرة عثمان بن حنيف لحضوره مائدة أناس أثرياء ، وكوى يد اخيه عقيل بالنار لطلبه مساعدة من بيت المال ؟ أم هي امتداد للادارسة والفاطميين والحمدانيين ، لا تستمعوا للشعارات وتشابك الاصوات انظروا الى بلدكم فاستعرضوا عدد من هم تحت خط الفقر ، وعدد من اصبحوا من ساستكم في قائمة اثرياء العالم ، وعدد سكان بيوت الصفيح ، وعدد المقتولين يوميا ، وعدد السراق والمرتشين ، استعرضوا الارقام بعدها تعرفون هل هي دولة علوية أم بويهية ؟ ليس الولاية بالاقوال والدعاية ونظم الشعر ، بل الولاية عقيدة واخلاق وسلوك سياسي واستقامة ... وعدالة .