شبوطيات ( 1) |
عندما اقيل محمد عبدالجبار الشبوط من جريدة الصباح وزع الموظفون الحلويات فيما بينهم وابتهجوا وفرحوا لان كابوسا ثقيلا ازيح عن صدورهم لسوء معاملته للموظفين وتكبره واستعلاءه وانفراده برأيه وللانفصام الموجود في تركيبة شخصيته .. وحين تولى ولاية شبكة الاعلام العراقي خلفا للمدير العام السابق الدكتور عبدالكريم السوداني الذي نجح في كسب كل موظفي الشبكة كأصدقاء له لبساطة شخصيته وبشاشة وجهه حلت اللعنة على الشبكة ومن فيها فهو لا يفهم في ماهية الاذاعة والتلفزيون وتقنيات العمل في هذا المفصل الاعلامي المهم وهو نتاج طبخة ومؤامرة قادها الطارئ على الاعلام حسن سلمان رئيس الامناء في الشبكة على المدير العام السابق الذي لا يمتلك ذنبا سوى انه لا ينتمي الى أي حزب او تيار ولم يأت الى المنصب عن طريق المحاصصة لذا كان من البساطة بمكان ازاحته من منصبه بنفحة من حسن سلمان .. ومن المعلوم ان رئيس الوزراء نوري المالكي لا يرتاح كثيرا للشبوط ولا يأمن جانبه وحين قدم اسمه كمرشح لمنصب المدير العام قدم باسمه الثلاثي دون لقب الشبوط فلم ينتبه المالكي لذلك واخذ بتوصية مجلس الامناء والقى بالكارثة فوق رؤوس العاملين في شبكة الاعلام العراقي محمد عبد الجبار الشبوط موغل في الخبث والحقد متطرف الاراء متقلب الاهواء ظلامي انتقامي متكبر متغطرس كل هذه الصفات موجودة في شخصيته المركبة فكيف يقود مؤسسة اعلامية تتطلب المرونة والكياسة واللياقة والدبلوماسية والابتسامة والانفتاح على الاخرين .. اجزم انه لايوجد موظف ولاموظفة في شبكة الاعلام يرتاح لهذا الرجل والكل يترقبون يوم خروجه من الشبكة للممارسات السيئة التي يمارسها معهم فهو يعامل كل العاملين على انهم يعملون في مؤسسة ادارية تتعامل بانجاز معاملات المواطنين وهم محددون بوقت للدخول و وقت للخروج فاخترع نظام البصمة وهو امر لا يتفق مع طبيعة عمل الشبكة الفني الذي يتطلب عملا ميدانيا لانتاج البرامج وتصويرها ناهيك عن الاقسام الفنية الاخرى وعمل المذيعين ومقدمي البرامج والمراسلين الذي لا يرتبط بدوام ثم اخترع عقوبة لكل من يراه يدخن او لديه نفاضة سكائر على مكتبه حتى امتلأت اضابير الموظفين بالعقوبات وهو امر غير قانوني لايستند الى أي قانون او تشريع يمنع التدخين في الدوائر وتوجيه العقوبة الى من يدخن اذ يجب ان تدخل هذه العقوبة ضمن احدى المواد القانونية .. ولم يكتف بهذا الامر بل اصبح يطارد موظفي الشبكة خارج حدود الدائرة ويلحق بهم الى حيث يخرجون في الصباح لتناول فطورهم عند مطعم في ركن من اركان الصالحية ويحاسبهم ويعنفهم على تركهم الدائرة .. واخترع تعليق ( الباج ) في الرقبة ومن لم يجده معلقا هذا الباج يعاقب .. لاحظوا ان كل هذه الاجراءات والاختراعات محض اجراءات شكلية تتخذ من قبل المسؤول الذي يقود دائرة ادارية ولكن ما الذي فعله لتقوية بث الاذاعة وتحسين برامجها وتدريب كادرها في الخارج وما الذي فعله للارتقاء بمستوى بث العراقية وتحسين نوعية بثها وادخال التقنيات الحديثة في نشرات اخبارها وتدريب منتسبيها . لا شيء من هذا قد حدث لأنه لا يفهم شيئا في هذا المجال .. اما معاملته للموظفين فتقوم على الجفاء والفظاظة والغلاظة بوجه متجهم عابس كئيب . فلم يدخل عليه احد الا وخرج يدعو الله ان يخلص الدائرة منه فهو لا يحترم الموظفين و لا يسلم على احد حين يمر قريبا منه و لا يلقي التحية حين يدخل على غرف الموظفين وهمه الوحيد ان يشم رائحة التبغ ويتتبع اثاره حتى يعاقب من يجده يدخن .. وهو من مدرسة حسن سلمان الذي يعتبر كل موظف قديم في الشبكة بعثي فينظر اليه نظرة كره وحقد .. في احدى المرات قدمت احدى الموظفات في الشبكة اجازة وجاء في الاجازة ما معناه (( أرجو منحي اجازة لمدة .. يوم اقضيها خارج القطر )) فجعل يخطط تحت كلمة القطر ثم كتب بعصبية و بخط عريض (( بعثية ..بعثية .. بعثية )) ورد الطلب دون ان يوافق .. بربكم هل هذا مستوى مدير عام شبكة الاعلام العراقي واية ضحالة في مستوى التفكير يمتلك .. اما معاملته مع المدراء فهي متباينة فهناك مدير يستمع منه لأنه لا يفهم في مجال تخصصه وهناك مدراء من القدامى مثلا لايستمع اليهم ويقاطعهم و لا يجعلهم يتكلمون بل ينصتون الى تعاليمه فقط وعليهم التطبيق وهم قلة قليلة .. فالمدراء لديه على فئتين فئة يقف وراءها حزب او شخصية قوية في الدولة وهم الكثر وفئة قليلة لايقف وراءها احد .. فماذا يترجى رئيس الوزراء من مثل هذا المدير العام الظالم المستبد برأيه ؟ وما الذي يعول عليه من عطاء اعلامي لشبكة الاعلام العراقي التي يقودها مثل هذا المخرف المصاب بعقده الانفصام وبدايات اعراض الزهايمر .. ولنا عودة اخرى مع اجراءات الشبوط التعسفية .. ربيع سالم الفراتي |