أستمع الى أراء الناس المهتمين بالسياسة وهم كثر في العراق اليوم لان الجميع يهتم ويتكلم بالسياسة وكل شيء في العراق أصبح خاضعا للتسييس بسبب الارتباط المفروض للسياسة بكل شؤؤن الحياة في العراق وهناك أمر يتداوله الاغلبية من المهتمين بالسياسة وهو أن دولة الرئيس المالكي لن يعطي منصبه او يتنازل عنه مستندين بذلك الى مقولته الشهيرة (مننطيها) ومستندين أيضا الى تجربة أنتخابات عام 2010 عندما فازت القائمة العراقية بالانتخابات ولكن المالكي في النتيجة هو من أستلم المنصب الذهبي وهو رئاسة الوزراء ومستندين أيضا الى الانطباع المترسخ لدى الاغلبية من العراقيين بأن المالكي يحب السلطة ولن يتركها بسهولة بل أن البعض الاخر يقول أن المالكي لن يترك المنصب الا ببحر من الدماء ولكن هل هذا الكلام منطقي؟
أغلب من هو يائس من ترك المالكي لمنصبه هم من الذين لايحبون المالكي وهم من اليائسين من التغيير في العراق وللعلم فأن التصور أن المالكي لن يسلم منصبه حتى ولو خسر في الانتخابات هو تصور ليس له أساس فالمالكي أتى عبر صناديق الاقتراع وعبر قطار أميركي ايراني تم فرضه في حينه بموجب التفاهمات الاقليمية والدولية ولكن هل تستطيع التفاهمات الاقليمية والدولية أن تفرض المالكي كرئيس للوزراء لولاية ثالثة وهو الذي لايريده احد من الطبقة السياسية بل والشعبية العراقية أيضا فالرجل لن يجد حليفا معه من الاحزاب الشيعية الان فالتيار الصدري وصل الى قناعة أنه لن يؤيد تولي المالكي لولاية ثالثة وهو أبلغ الايرانيين بذلك بل وكان هذا الموضوع هو السبب الرئيسي للعلاقات الباردة بين الايرانيين والسيد مقتدى الصدر والمجلس الاعلى بقيادة عمار الحكيم والذي أستغل أخطاء المالكي وسيصعد الى الاعلى متكئا على هذه الاخطاء الجسيمة ومنها الخطأ القاتل الذي أرتكبه السيد المالكي والذي أعتبره الكثيرين هو بمثابة أطلاق رصاصة الرحمة على أي امل للمالكي في الولاية الثالثة وأقصد به خطأ التكلم عن أبنه أحمد وكيفية القيام بعمله في القاء القبض على احد الاشخاص وللحقيقة أقول أني عند أستماعي للوهلة الاولى لكلام المالكي عن أبنه أحمد لم أتوقع أن تكون ردة الفعل الشعبية بهذه الحدة والقوة بل وأن الساعات الاولى التي تلت التصريح الشهير أتت بردود فعل شعبية وعفوية تعبر عن حقيقة مفرحة وهي أن الوعي لم يموت عند الشعب العراقي وأن العراقيين وحتى المترددين منهم أصبحوا تواقين للتغيير وذلك لمللهم من السنوات الماضية والفشل الذي ينتفخ كل يوم وأصبح الفشل هو السائد بين العراقيين بل وأصبحوا مقتنعين أكثر من أي وقت مضى بان السيد المالكي لن يستطيع ان يفعل لهم شيئا أكثر مما فعله وحتى مناصري السيد المالكي يعترفون الان بفشله ولكنهم يعطونه ويختلقون له المبررات خصوصا وبعد أن اعترف السيد المالكي في اللقاء التلفزيوني الشهير في شهر رمضان المنصرم بأن حكومته فشلت في تحقيق الحد الادنى لبرنامجها الحكومي هذا ان كانت الحكومة تمتلك برنامجا من الاساس غير برنامج كيفية بقاء المالكي في المنصب ولكن كيف سيعطيها السيد المالكي لمن يأتي بعده وهل الامر بهذه السهولة؟
للجميع أقول من الان وأنا اتحمل مسؤؤلية هذا الكلام أن المالكي لن ولم يفوز في الانتخابات ولن يستطيع أن يصبح رئيسا للكتلة الاكبر وان أئتلاف دولة القانون سيمنى بهزيمة مايعدها هزيمة بسبب الاخطاء التي اشرنا لها سابقا وبسبب الفساد المستشري في البلاد والذي أصبح جميع العراقيين يعرفونه ويشخصونه ويعتبرون من يقوم به ولايتعرض للمحاسبة هو من أنصار السيد المالكي ومستندين الى مقولة من دخل مع المالكي فهو بمأمن من العقوبةلانهم شاهدوا وسمعوا الكثير من الاشياء التي تثبت قولهم هذا فالعراقيين لم يجدوا شخصا من أئتلاف دولة القانون تم محاسبته بسبب الفساد والتزوير ولم يجدوا شخصا منهم طبق عليه القانون وحتى أوامر ألقاء القبض التي صدرت بحق عادل محسن او صفاء الدين الصافي لن تطبق وتم تمييع القضايا أو أيجاد مخارج قانونية لها عكس الذين ليسوا من المحسوبين على السيد المالكي والذين تمت محاسبتهم حسابا عسيرا وما القضايا التي يتم كشفها الان بحق بسام الحسيني وبحق المقربين من مكتب رئيس الوزراء والتي يتداولها الناس والاجهزة الاعلامية الا خير شاهد لما يحصل ويجري
لقد وصل العراقيون الى قناعة أنه لاأمل باي أصلاح أو تغيير في واقعهم أن بقي السيد المالكي في السلطة لانهم شاهدوا أمام أعينهم كيف تلاشى الانجاز الوحيد للسيد المالكي وهو الملف الامني وكيف أصبحت المفخخات تنفجر بالعشرات في كل غزوة أجرامية أرهابية قذرة من مايسمى تنظيم القاعدة وغيرها من الجماعات الارهابية والنتيجة فأن السيد المالكي سيخسر الانتخابات ويجد نفسه رئيسا لكتلة عليها أن تختار بين الاشتراك في حكومة ليس هو رئيسها أو ان تمارس دورها السياسي في البرلمان من خلال كتلة معارضة وهذا الاحتمال صعب جدا لان حتى من سيفوز مع السيد المالكي سيقوم بتركه والتحالف مع من سيشكل الحكومة طمعا في منصب وزاري وطمعا في السلطة ومغرياتها وهذه حقيقة يعرفها السيد المالكي بنفسه وسبق له أذاقها لخصومه السياسيين والحقيقة الكبرى التي يجب أن لانتناساها هي كيف سيبقى المالكي في السلطة ؟ هل سيبقى بالقوة العسكرية حسب مايتخيل االبعض مستندين الى ولاء القسم الاكبر من ضباط الجيش لشخص السيد المالكي كلا هولاء العسكريين هم أول الناس الذين سيبيعون ولائهم لانهم تعودوا على ذلك وكما باعوا ولائهم لصدام حسين هم يبيعون ولائهم لمن يبقيهم في منصبهم وأن أحسوا أن الكفة ليست لصالح السيد المالكي فهم سيذهبون ويناصرون الذين معهم الكفة والمهم والاهم من هذا كله هل ستسمح أميركا واوربا للسيد المالكي بالبقاء في منصبه بالقوة وبدون اللجوء للعبة الديمقراطية من حيث التحالفات بين الكتل والاتفاق على تسمية الاشخاص وماذا يملك السيد المالكي ليعطيه للذين سيقنعهم بالتحالف معه وقبولهم به كرئيسا للوزراء مما تقدم أنا وبكل تواضع أرى أن حظوظ السيد المالكي لولاية ثالثة هي ضعيفة جدا جدا بل وأنها لاأمل له فيها الا أذا قام ببعض الاجراءات والامور التي تحقق له قفزة قوية وتغير من أتجاه اسهمه لدى الناخب العراقي وهذا مستبعد جدا نظرا لطبيعة تفكير ونهج السيد المالكي الذي لايستطيع القيام بمثل هذه الاعمال والاجراءات وخلاصة القول أن السيد المالكي كشخصية هو موجود في الساحة السياسية العراقية شاء من شاء وأبى من أبى ولكنه سيفقد منصبه وهذه الحقيقة واضحة وضوح الشمس ويعطي منصبه وسيسلمها بهدوء معترفا بأصول اللعبة الديمقراطية حتى ولولم تكن هذه رغبته وبعدها سيكون لكل حادث حديث ولينسى الجميع بعدها مقولة بعد مننطيها وحمى الله العراق والعراقيين .