هل نحن في دولة الصبيان ؟؟؟ |
هل نحن في دولة الصبيان ؟؟؟ ( بين كلام أمام مسدد معصوم ... و ... نظرة ثاقبة لشاعر مكلوم ...و ... وجهة نظر لمواطن مهموم ) . هيهاتَ ينهضُ موطنٌ....حُبُّ التقسمُّ دابه سَحقَ الزمانُ رؤوسَه....فترأسَّتْ اذنابه فاذا نَبَا دهرٌ به....فحُماتهُ نُهَّابه مقدمة : ربما تكون دولة الصبيان التي اشار اليها الامام علي ( ع ) هي الدولة التي تنقلب فيها الموازين فترى ولاة الامر يجعلون الحق باطلا والباطل حقا ويسيرون بسيرة الطغاة عبر العصور فيؤسسون الدولة الاولى في الفساد ... حيث فيها البيئة الحاضنة المثالية للارهاب والفساد ... وحيث يحمى فيها الفاسدون والارهابيون ومثيري الفتنة ويلاحق فيها كل شريف وغيور وباستخدام سياط الدولة التي لاتضرب الا من يريدون هم لتعزيز سلطة ( أمبراطورية الفساد العظمى ) ... هؤلاء هم من يفسدون ويعتقدون انهم يصلحون ... يستعينون بأشقاها الذي انبعث من ادناها ليؤسسوا اساس الظلم والطغيان وتحت راية ( الله اكبر ) التي رفعت عبر التاريخ زورا وبهتانا لتوهم ان هؤلاء الطغاة هم خلفاء الله في الارض ... التأريخ يعيد نفسه وتتغير الاسماء والعناوين ويبقى اساس الظلم الذي يلتحف بالدين المحرف ... فلو ظهر امير المؤمنين علي ( ع ) اليوم ماذا عساه يفعل بمن سكتوا على الفساد والارهاب ؟؟؟ بمن يمثلون اليوم وعاظ السلاطين ؟؟؟ بمن يرفعون شعارات اسلامية وهم يفسدون وينهبون العراق هم وصبيانهم ؟؟؟ ماذا عساه يفعل بفئات خانعة شعارها (آني شعليه ) و ( وشلي بهاالطلايب ) و ( وخليها براس سيد واطلع منه ) و ( وخليها على الله هو يحاسبهم يوم القيامة ) ...............الخ ... اي خنوع هذا ؟؟؟ اي دين هذا ؟؟؟ اي مبدأ هذا ؟؟؟ هل سيقول البعض انها التقية ؟؟؟ ... انه الانحراف في المفاهيم . خطبة الامام علي ابن ابي طالب {علية السلام} وهو يصف قوم آخر الزمان فحينئذ تكون السنة كالشهر و الشهر كالأسبوع و الأسبوع كاليوم و اليوم كالساعة ، و يكون المطر فيضا ً و الولد غيضا ً و يكون أهل ذلك الزمان لهم وجوه جميلة و ضمائر ردية من رآهم أعجبوه و من عاملهم ظلموه ، وجوههم وجوه الآدميين و قلوبهم قلوب الشياطين فهم أمر من الصبر و أنتن من الجيفة و أنجس من الكلب و اروغ من الثعلب و أطمع من الأشعب و الزق من الجرب ، لا يتناهون عن منكر فعلوه ، إن حدثتهم كذبوك ، و إن أمنتهم خانوك ، و إن وليت عنهم إغتابوك ، و إن كان لك مال حسدوك ، و إن بخلت عنهم بغضوك ، و إن وضعتهم شتموك ، سماعون للكذب أكالون للسحت يستحلون الزنا و الخمر و المقالات و الطرب و الغناء ، الفقير بينهم ذليل حقير ، و المؤمن ضعيف صغير ، و العالم عندهم وضيع ، و الفاسق عندهم مكرم ، و الظالم عندهم معظم ، و الضعيف عندهم هالك و القوي عندهم مالك ، لا يأمرون بالمعروف و لا ينهون عن المنكر ، عندهم الأمانة مغنمة و الزكاة مغرمة ، و يطيع الرجل زوجته و يعصي والديه و يجفوهما و يسعى في هلاك أخيه ، و ترفع أصوات الفجار يحبون الفساد و الغناء و الزنا ، و يتعاملون بالسحت و الربا ، و يعار على العلماء و يكثر ما بينهم سفك الدماء و قضاتهم يقبلون الرشوة ، و تتزوج المرأة بالمرأة و تزف كما تزف العروس إلى زوجها ، و تظهر دولة الصبيان في كل مكان ، و يستحل الفتيان المغاني و شرب الخمر و يكتفي الرجال بالرجال و النساء بالنساء ، و تركب السروج الفروج فتكون الإمرأة مستولية على زوجها في جميع الأشياء ، و تحج الناس ثلاثة وجوه : الأغنياء للنزهة ، و الأوساط للتجارة ، و الفقراء للمسألة . من اجمل القصائد لشاعرنا الجواهري رحمه الله قصيدة يتغنى فيها بالوطن وطني الغضيضُ إهابُهُ....أصبو له وأهابُهُ خُضْر الحقولِ طَعامُه....والرافدان شَرابه حَبُّ القلوبِ رِمالهُ....كُحْلُ العيون تُرابه إن ساءَ مبدأُ موطني....فعَسىَ يَسَرُّ مآبه لم يبقَ فيه بقيِّةٌ....ظُفْرُ الزمان ونابه بيد الظروفِ دَنيَّةٌ....العوبةٌ أحزابه وعلى رَحَى تفريقه....مطحونةٌ " أقطابه" شعراؤُهُ متكالبونَ....ومثلهم كُتّابه هيهاتَ ينهضُ موطنٌ....حُبُّ التقسمُّ دابه سَحقَ الزمانُ رؤوسَه....فترأسَّتْ اذنابه فاذا نَبَا دهرٌ به....فحُماتهُ نُهَّابه تبغي السفورَ نساؤهُ....وعلى الرجال حِجابه ضجَّت جُيوبُ الأجنبي به....وضجَّ " وطابه " من طول ما امتلأتْ به....أكراشُه وعِيابه وابنُ البلادِ على الكفاف....يطولُ فيه حِسابه تبكي لنقص الساكنينَ....قصورهُ وقِبابه ومن المذلّةِ حُمِّلتْ....مالا تُطيقُ رقابه مضَّ العتابُ به وذو....الشكوى يُمِضُّ عِتابه والشاعرُ الغَضبانُ اعذرُ....ما تكونُ غِضابه الموجعاتُ حسانُهُ....والمُبكياتُ عِذابه لو لم يُنفه بالقريض....أودِت بهِ أوصابه قلبي وشِعري سالَ من....هذا وذاكَ مُذابه حيِ الشبابَ تناهضُوا....فخر العراق شَبابه بِهُمُ ازدهتْ نهضاته....وبهِمْ سَمَتْ آدابهُ صُونوا القضيةَ اِنها....سِرٌّ وأنتُمْ بابه أما السؤالُ " فقبرِصٌ ".... " وأبو عَليَ " جَوابه البَرُّ ضاقَ فسيحهُ....والبحرُ جاشَ عُبابه يومَ استقَّلتْ بالمليكِ....ابي الملوك رِكابه يا نازحاً عَودُ الكرامة....عودُهُ وإيابهُ هذا كتابكَ والفتى....تاريخهُ وكتابه اللهُ يعرِفُ ما أتيتَ....وبيتهُ وشِعابه وأخو المتاعبِ لا يَضيع....سُدىً ولا أتعابه سيّانِ شُهدُ الدهر عند....العاملين وصَابه ولعزة الأوطان هان....على " الشهيد " مُصابه أمر جليل بالتقاعس....لا تُراضُ صعابهُ وبقدر مَسعى الطالبينَ....له يكونُ طِلابه ما للفؤادِ وُعودهُ....طالَتْ فطالَ عَذابه واذا تغالَبَ والرَجاءُ....فيأسُه غِلابه والدهرُ يُنبيء أنَّ....أحزانَ الوَرَى أطرابُه ظمآنةٌ لا تمتَلي....من عَبرةٍ أكوابهُ وطني وفوق الذَنبِ....كان جزاؤه وعِقابه بشَّرتُهم بِعمارهِ....اذ قيلَ تمَّ خَرابه مُلْك أريدَ " دَمارُه"....فتعجَّلتْ أسبابه قَلبُ السياسةِ لا ترِقُّ....على الضعيفِ صِلابه.. |