كركوك بقرة حلوب ضرعها ولحمها للذين لا يُقدّرون عطائها |
استوقفتني صورة لشاب بصراوي بجانب لافتة كتب عليها بصرة بقرة حلوب ضرعها لشمالستان ولحمها لخضراء ستان وعظمامها لجنوبستان. طبعا هذه قسمة ليست عادلة والحالة هذه بالضبط في كركوك. كركوك عاصمة الذهب الاسود التى حفرت فيها اول بئر نفطي في العراق قبل حوالى مئة واربعين عاما ومن يومها المصائب والبلايا والمذابح والقتل الجماعي تتوالى تترا على اهالي هذه المدينة المسكينة وطيلة هذه المدة لم يحالفها الحظ ليتولى احد يحبها المسؤولية فيها دائما الاغراب يتحكمون في وارداتها ومصيرها. انتشر خبر عدم موافقة السيد رئيس الوزراء على تحويل مطار كركوك العسكري الى مطار مدني في المواقع الالكترونية بحجة عائديته الى وزارة الدفاع ، رغم موافقته المسبقة اثناء زيارته لكركوك في 2012. هذا المطار كان مدنيا منذ الاربعينات ولاسباب سياسية حُوّل الى مطار عسكري في اواخر الستينات من القرن الماضي ، منذ سنة 1946 حصلت هذه المدينة لمطارها على الموافقات الدولية المطلوبة وكانت تستقبل رحلات دولية من المملكة المتحدة ودول اخرى اضافة الى الخطوط الداخلية - بغداد - بصرة – الموصل يعنى انه كان بالاساس مطارا مدنيا وليس عسكريا. من حق كل مدينة مطار مدني ولااقلل من شأن اية مدينة اذا قلت المدن التى فيها مطارات دولية الان كانت اشبه بقرى في سنة 1946 عندما كان لكركوك مطارا لرحلات دولية ، فبدلا من التقدم الى الامام فإنها تقدمت وبخطوات سريعة الى الخلف بهمة اعدائها العنصريين ورغم الثروة الهائلة التى تستخرج منها لحد هذه اللحظة والتى تكفي عائدات يوم واحد منها بناء العديد من المطارات الدولية. راي المسؤوليين في ادارة كركوك رغم مشروعية الطلب ان المسألة له ابعاد سياسية وان المطار مكتمل ولايوجد اي عائق في تحويله الى مطار مدني. سؤالنا لماذا في كل المحافظات التى تمتلك مطارا لم تسوقوا شرط المطار المزدوج عسكري ومدني الاّ في كركوك ؟ ولماذا المطار العسكري يجب ان يكون داخل مركز المدينة وبالذات موقع المطار الحالي ؟ اليس من حق اهالي كركوك ان يكون لهم مطارا مدنيا؟ان لم يكن وراء هذه الاعاقة حقدا عنصريا دفينا من مئات السنين ماذا يكون ؟ انها جناية على اهل كركوك. نحن لانريد لجنة ينبثق منها لجان ثم يتحول الى طي النسيان ونناشد السيد محافظ كركوك ورئيس مجلسها ليضعوا ثقلهم ووزنهم لتثبيت حقنا في مطار مدني دولي في كركوك و نلمسها على ارض كركوك الطيبة عرفانا لسخاء هذه المدينة الكريمة ونعمتها التى يستفيد منها كل العراقيين من زاخو الى الفاو ولا احد يتمكن انكار ذلك. |