سيدة العالم والمتهم المطلق يتفاهمان.. تقارب امريكي ايراني لصالح العراق وسوريا |
تشهد العلاقات الامريكية الايرانية، فضاءات صالحة لحوار ايجابي، ينأى بالمنطقة عن لغة السلاح، بونا كافيا، لتجنيبها تبعات اسقاط صدام، التي ما زال الجميع يدفع ثمنها، كمن يقطع عيطة من اجل عود ثقاب. التفاهم الكوني بين سيدة العالم والمتهم المطلق، من شأنه ان يحل مشكلتي العراق وسوريا، اللتين يرزح تحت وهنهما شعبان لا يدركان مغبة القدر الذي يساقان له قسرا، ريثما يصطدمان بصخرة جلمداً او ينفجر من تحتهما بركان. فما يجري فيهما من اقتتال لا مسمى.. طائفي ام ارهابي ام فئوي ام... تيه.. فوهة رشاش لا يعرف كيف يتوقف عن اطلاق رصاص عشوائي يصيب من دون معنى ولا هدف. انتظم طرفا الازمة.. امريكا وايران، في نسق دبلوماسي، عبر رسائل مشفرة، كل يخطب ود الآخر، بطرقية ابتهج لها الشعب الايراني، الذي استفاق من الشعرات، مدركا الا شيطان سوى الاندفاع الاهوج وراء الزام العالم، باعتناق الاسلام والقاء اسرائيل في البحر و... كل من يخرج عن ذلك تطاله الآية القرآنية الكريمة "اقتلوهم حيثما ثقفتومهم" حتى استحال الاسلام الى مقصلة، بين دفتي كتاب، متى شاء مهووس بالدم، ارواء شراهته، فتح دفتي كتاب قدسي منزل، يشرعن جرائمه. خطاب الرئيس الايراني روحاني المتفهم للحرج العالمي من تخصيب اليورانيوم، قابله اوباما.. رئيس الولايات الامريكية، بالترحاب، تلميحا ابلغ من تصريح، فاطمئن العالم وفرح الشعب الايراني الذي لم يستنكر الحوار مع امريكا منذ 1979، اي انه بدأ ينظر للحياة بتأمل واع، مدركا ان الله حق وان لا موجب لمعاداة اسرائيل، بل الاجدى اقتداء تجربتها الحضارية الرائدة في الشرق.. مستنقع الطغاة. تجربة العراق، بالنسبة لامريكا والعالم الغربي ودول الخليج، درس اتعظت به؛ فلم تعد توظف الجيوش الجرارة، من قطر الى بغداد، تلاحق فأرا، غاب في جحره.. حفرة على شفى مهاوي تكريت مسقط رأسه، الذي اطلقه آفة على العراقيين، لم يشأ استقبالها ثانية. لكن بهظ اسقاط صدام، كاهل اقتصادات دول عظمى، ولم تفلح امريكا بحماية العراقيين من انفسهم والاخرين، فاصبحت بلاد الرافدين، مثل مجنون اذا حاولت ايقافه هاجمك واذا تركته هاجمه اطفال شرسون يدمونه بالحجارة. امسى العراق دولاب مفخخات دائر بدم المصلين وزوار العتبات المقدسة ومدارس الاطفال والاسواق والشوارع والساحات العامة، من دون ان تحميه امريكا التي حررته من صدام وانسحبت، لأن المجنون يؤذها ويؤذي نفسه على حد سواء. التزام ما لوح به روحاني من تفاهم مع المجتمع الدولي، يعصم ايران حصارا كالذي فت في عضد الشعب العراقي من 1991 الى 2003 تلاه ارهاب ما زال يحير الخطط الامنية ويخترق طوقها المحكم. وهذا بالنتيجة يعود بالسلام، على شعبي العراق وسوريا اللذين ابتليا بدمار حرب ماحقة، يؤلبها تنظيم القاعدة والسلفيون ودول المنطقة المستفيدة من احتراق اقتصادات محيطها الاقليمي ودمار بنيته الاجتماعية وكيانه السياسي. ايران متهم مطلق بما لم يؤتِ من جرائم، وما تخصيب اليورانيوم الا تأكيد للقلق الكوني المرافق لوجودها على خريطة العالم؛ لذا اتمنى ان تعمد الى اسلوب تأملي يمنع عنها مآل العراق وسواه من دول (الخريف العربي) فلا نريد ربيعا فارسيا يستخرف! |