الشعب يسجل انتصار على صعاليك السياسة

 

انتصر صوت الشعب , الذي صدح بقوة وحماس في الساحات والمدن العراقية بارادة شعبية وبعزيمة رائعة في 31 آب التي ادخلت الرعب والخوف والقلق , لقادة العراق الذين بيدهم مفاتيح القرار السياسي , فقد تعالت حناجر الجماهير المحتشدة , وهي تطالب بالغاء الرواتب التقاعدية لنواب البرلمان , وكسر حاجز وجدار النفاق والدجل , والضحك على الذقون , من الذين لبسوا ثوب الدين والاصلاح والتقوى زورا وبهتانا . ان الحملة الجماهيرية وصوت الشعب , اعطت ثمارها , بانتصار الحق على الباطل , وذلك في قرار المحكمة الاتحادية العليا , الذي اقر في الغاء الرواتب التقاعدية لاعضاء مجلس النواب , ومن خلال الغاء الفقرتين 3 و 4 من قانون الرواتب التقاعدية لاعضاء البرلمان . ان هذا القرار جاء منسجما مع رغبات الشارع العراقي , ونجاح الحملة الشعبية التي امتدت لتشمل اكثر من 12 محافظة عراقية , والتي ساندها ودعمها , كل القوى الشريفة والخيرة والمخلصة لتربة هذا الوطن , رغم محاولات قمعها وخنقها وكبتها , لكن هذه المحاولات باءت بالفشل الذريع . فقد استطاع الشعب ان يوصل صوته المدوي الى اسماع سكنة المنطقة الخضراء المحصنة , ان المارد العراقي انتصر على ثعابين الفساد , ولهذا جاء قرار المحكمة الاتحادية العليا , منسجما مع روح الدستور العراقي , ومنسجما مع صوت العدل والحق , الذي طالب به الشعب . ولكن السؤال الذي يتبادر في ذهن كل عراقي . كيف استقبل القرار من قبل اعضاء البرلمان ؟ وكيف عبر نواب الشعب ؟ وماهي ردود افعالهم ؟ وما هي لهجتهم او لغتهم واخلاقهم وقيمهم تجاه قرار المحكمة الاتحادية ؟ . من المحزن والمؤلم , بان اعضاء البرلمان , اكدوا للمرة الف , بانهم منفصلين تماما عن الشعب , ولاتربطهم اية صلة او علاقة مع روح الشعب . وما حالات الغضب الشديدة , وفقدان اعصابهم بالهياج المسعور والمتشنج , وتبادل الشتائم والسباب بكلمات بذيئة وقبيحة , يخجل منها اولاد الشوارع السائبين والمتشردين , انهم يسقطون الى حضيض الافلاس السياسي والاخلاقي , بالتصريحات والكلام المراهق والصبياني , والوعيد والتهديد بالموت , لكل من ساهم في الحملة الشعبية ولكل من دعمها وساندها وشارك بها بالموت المحتم هو وعائلته . وبعض اعضاء البرلمان استقبل القرار بالبكاء والنحيب المر والحار , فقد اغمي على النائبة ( وحدة الجميلي ) كأنها تتلقى فاجعة مدمرة , وهي صاحبة تصريح , بان الراتب البرلماني , لايكفيها سوى عشرة ايام فقط , وكذلك ثورة الغضب المسعورة لنائب ( كمال الساعدي ) الذي فسر قرار المحكمة الاتحادية , بانه يمثل مؤامرة على حقوق النواب التقاعدية , مما هو جدير بالذكر بان هذا النائب احتال وابتز البرلمان وقبض على مبلغ 77 مليون دينار . لاجراء عملية تجميل الوجه . اما النائب ( محمود الحسن ) راح يفلسف قرار المحكمة بخزعبلات سقيمة ومضحكة , اثارت موجة من الضحك والسخرية , كأنه يمثل دور مهرج سخيف في مسرحية سخيفة , وطلبوا منه ان يكف عن مهاتراته المضحكة والقرقوشية . ان هذه السلوكيات الضحلة , تؤكد كيف خدع الشعب بهؤلاء الصعاليك ومنحهم ثقته وصوته في الانتخابات البرلمانية الاخيرة, والتي تحولت الى تجارة وسمسرة وعهر , لتحقيق مصالحهم الانانية . خالية من القيم والاخلاق والمبادئ . مع ذلك فان قرار المحكمة الاتحادية , يمثل انتصار للعدل والحق على الباطل وحشراته وديدانه الخبيثة , وياتي ليحفظ اموال الشعب والدولة من الهدر والاسراف والنهب والاحتيال . . لذا فان جماهير الشعب الابية , مدعوة الى المشاركة بقوة وفعالية وحماس اكثر من اي وقت , في التظاهرات التي ستكون في يوم 26 - 10 - 2013 لتأكيد على الانتصار الذي تحقق , وارسال رسالة قوية بان صوت الشعب وارادته اقوى من جبروت صعاليك السياسة , ليكون اليوم عرس عراقي مشهود , يعبر به بان ارادة الشعب تصنع المعجزات . مهما حاولوا فان صوت الحقيقة والحق يعلو على كل الاصوات