فلكي تعيش عليك ان تعاني ولكي تبقى عليك إن تجد معنى المعاناة وإذ كان هنالك هدف في الحياة فأنة يوجد بالتالي هدف في المعاناة وفي الموت.
بهذا الكلمات بدا الدكتور فرانكل ، (1905 - 1997) طبيب الأمراض العصبية، والنفسية النمساوية ويعتبر مؤسس المدرسة الثالثة بعلم النفس بعد مدرستي فرويد وادلر.مقدمة لكتابة (الإنسان يبحث عن معنى ) الذي كتبه بعد تجربته المريرة في سجون النازية، حيث سجن هو وإفراد عائلته الذين لقوا حتفهم في معسكرات الموت ،وافران الغاز. استنتج فرانكل من جراء حالات الرعب والإذلال التي عاشها، انه استطاع ان يحافظ على توازنه الانفعالي لكونه نجح بإيجاد معنى لمعاناة المريرة من خلال ربطها بحياته المعنوية.
حيث لاحظ أن السجناء الذين كانوا معه في معسكر الاعتقال كانوا على نوعين .
الأول :شحبت وجوههم و هزلت أجسامهم واصبحوا جلدا على عظم ، والثاني :صمدوا وظلوا في صحة جسمية ونفسية أفضل.وتبين له ، بعد دراستهم ، أن الصنف الأول، فقدوا الأمل في الخلاص وصاروا كالمحكوم بالإعدام الذي ينتظر لحظة التنفيذ ، فيما النوع الثاني. كان لديهم إيمان ديني أو روحي منحهم القدرة على تحمل المعاناة والتعلق بالحياة .*
عنوان المقالة مستوحاة من الكتاب مع تغير الإنسان إلى العراقي. لان طبيعة ماعاناه الإنسان العراقي المضطهد والمظلوم. رغم كل الظروف والاحباطات التي عاشها مازالوا متمسكين بالحياة، يحلمون بالأمل، يعيشون بالمحبة، والتي اعتبرها أيضا فرانكل. من بين الأسباب التي تجعل الإنسان أكثر حيوية، وأكثر نشاط ،وتمسك بالحياة إذا كان محبا وعاشقا، تجد العراقيين ينفضون وينتفضون بعد كل ضغط وألم ومعاناة ،أكثر قوة وأكثر إيمان وأكثر عزيمة. ما عاشه العراق بعد عام 2003 لو تعرضت له أي بلد أخر غير العراق لتحطم ،وتشضى حسب إحدى المنظمات العالمية. العراقيون ألان يبحثون عن معنى لوجودهم، عن هوية تتجاوز طوائفهم تتجاوز اثنياتهم لتوحدهم لا تفرقهم لتجمعهم لا تشظيهم نحتاج ثقافة الحياة، بدل ثقافة الموت ثقافة النور، لا ثقافة الظلمات ، ثقافة بناء لا ثقافة تخريب، يحلمون بالمستقبل لاالعودة إلى الماضي . نحتاج إلى بناء ثقافي حقيقي كما جمعت العراقيون كره القدم .علينا أن نجد ثقافة تجمع العراقيين وتوحدهم . لذا فان دور بناء الثقافة هو وزارة الثقافة وكل المؤسسات التي تعنى بالادب والثقافة ومنظمات المجتمع المدني . كما تفعل كل مؤسسات الثقافة بالعالم ووزاراتها من إقامة مهرجانات وندوات والتشجيع على الكتابة عن الهوية الوطنية والمناسبات الوطينة والتراث الوطني مثل كل الشعوب سواء الاسلامية وغيرها حيث تفخر بتاريخها وتراثها الوطني ، والقيام بمشروع ثقافي تنوري، يهدف لمعرفة الأسباب وإعطاء الحلول لكل حالات التشضي الاجتماعي والفساد المالي والإداري والانحراف الأخلاقي وكل الظواهر السلبية المتفشية بالمجتمع العراقي خطوات تحتاج الى صراحة وشجاعة وهو مشروع على الجميع المشاركة به وصنعه وخلق حالة من التجاوب العام تجاه مشروع الهوية الوطنية تتجاوز كل الحواجز.كما جرب العراقيون كل انواع الهويات المذهبية والاثنية هم بحاجة الان لهويه المواطنة هوية تجعل من العراقي انسان يحيا بكرامة ويمارس حقة بالحياة، بلا قهر ولا ظلم يحيا لان انسان اولا سواء انتمى لدين او مذهب ام لا .ايجاد هويه وطنية ذات قواسم مشتركة هي اول واهم الخطوات نحو السلم الاهلي والاجتماعي .
من يمنح النور يجب أن يتحمل الاحتراق.
فرانكل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* سلسله بحوث لدكتور قاسم حسين صالح تساؤلات حرجة ج6
|