البصرة ومشروع التقسيم

 

 

 

 

 

 

في الوقت الذي يبذل المخلصون الغيارى من أبناء العراق جهودا شريفة مخلصة سيذكرها التاريخ على مر العصور , رجال يتصدون للمشروع الطائفي المدعوم من مصحات عقلية نتنة في قطر والسعودية وتركيا .. مشروع تقسيم العراق والمنطقة تبذل عليه الآن ترليونات الشدات بالدولار , وتسيل من اجله الدماء وتنتهك الحرمات في سوريا ومصر والعراق واليمن وليبيا وتونس ... مقابل ذلك كله يقف الشرفاء من كل التيارات ممن لهم التأثير في اللعبة السياسية يقفون بهامات عالية شماء يمنعون التقسيم , يوقظون النيام والمغرورين أن الإسلام والأوطان في خطر .. وقد أتت أفكارهم النيرة أكلها , وأينعت الثمار وبدأت أمريكا تفقد الأمل بحلفائها الأقزام أن يبشروا أسيادهم باقتدارهم في تقسيم العراق أو المنطقة العربية ...
هذا الكلام على مستوى الوطن العربي والعالم الإسلامي .. أما في العراق خاصة فالحق يقال إن رجال لهم ثقل الأرض كلها وقفوا في الانبار والبصرة وكربلاء والموصل وصلاح الدين والفلوجة وذي قار وغيرها من المحافظات والقصبات ... وقفوا مقابل قعقعة أللجم القادمة من براري قطر والسعودية ومن جبال تركيا ليقع التقسيم في العراق تحت مسميات ساحة الاعتصام والعزة وغيرها من الأسماء المزيفة .. وان شاء الله رحم العراق ولود وترابه لا ينضب من أصحاب المواقف الشريفة...
أما في البصرة ,.قبل أن أكمل حديثي عن الموضوع الذي أريد أن أتحدث فيه .. لم أجد في كتب الله التي انزلها إلى الأرض من ادم إلى نبينا محمد {ص} سورة أو آية تدعوا للمناطقية أو الطائفية أو العشائرية ... ولكن الاستصغار العقلي والفشل الاجتماعي والسياسي وعدم القدرة على ملآ الساحة بموقف رجولي يحسن له الظهور في موقف قيادي ...هذا .يدعوا بعض هؤلاء للتفكير في إثارة نعرة مناطقية بين أبناء البصرة ... عبارات تتردد منذ سنتين أو أكثر .. وهي إن البصرة غزيت من عشائر العمارة والناصرية , ويريد البعض في الخصخصة التي لا حصة له فيها حين يعدد عشائر لا تزيد على عشرة فقط أنهم من البصرة ... وما دونهم ليسوا من أهل البصرة , وصار البعض يروج لها في الإعلام ويكتب بأسماء مستعارة .
كتبت قبل فترة كتابا أرخت فيه تاريخ الفاو بكتاب خاص بهذا العنوان .. وهو أول كتاب يوثق أسماء العوائل والعشائر في الفاو وبعض الحوادث الاجتماعية والسياسية المهمة لغاية بداية الحرب العراقية الإيرانية ... وقد علق احدهم باني لست من الفاو باعتباري أصلا والدي من الكاظمية ولا يحق لي الكتابة عن مدينة ولدت فيها ولا اعرف موطنا غيرها ... فنحن أمام ردة فعل سيئة ستترك آثاراَ لو روج لها بشكل واسع لذا ادعوا ممن يدعوا للوحدة بين الشعب العراقي بطوائفه والوانة وانتماءاته أن يقف بوجه هذه الموجة السيئة التي لا تزيد ولا تنقص من واقع البصرة الاجتماعي .. ولكن لها آثار سيئة ... فكل العراق لأبناء العراق ولا يحق لأحد أن يمنع أحدا في ارض أو إن يسكن لان وثيقة نفوسه تقول انه من المحافظة الفلانية .. وهذا يجعلني أن اقبل المشروع لو تمكن الداعون له تعويض أملاك أبناء المحافظات العراقية وتهجيرهم من البصرة وإعادة البصريين الساكنين في المحافظات الأخرى .. ولا اعتقد أن ذلك يمكن تحقيقه ولكن آثار الكلام السيْ تتحقق وتزيد الكراهية والتباغض ...