تظاهرة في الكوت احتجاجاً على التلوث البيئي بسبب حقل الأحدب

 واسط : تظاهر المئات من أهالي مدينة الكوت، السبت، احتجاجاً على التلوث البيئي الذي يسببه حقل الأحدب، وفيما هددوا بغلق الطرق المؤدية إليه، طالبوا بنصب أجهزة "مرشحات" للغاز المصاحب لعملية استخراج النفط. 
وقال أحد منظمي التظاهرة،  إن "أكثر من 300 شخص من أهالي ناحية الأحرار (27 كم غرب الكوت)، تجمعوا اليوم، أمام البوابة الرئيسية لحقل الأحدب النفطي، الذي يقع ضمن الحدود الإدارية للناحية، احتجاجاً على التلوث البيئي الناتج عن تصاعد الغاز المصاحب لاستخراج النفط من الحقل"، مشيرا إلى أن "المتظاهرين طالبوا بوضع مرشحات لهذه الغازات المتصاعدة التي تسببت بأمراض منها جرثومة العين التي انتشرت في القرى المحيطة للحقل وأمراض الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية".
وأوضح أن "المتظاهرين طالبوا، أيضاً، بمنع مرور ناقلات النفط من وسط الناحية، لما تسببه من تدمير لشوارع الناحية التي تم إنشاؤها في سبعينيات القرن الماضي، إلى جانب أكثر من 40 حالة دهس لأبناء الناحية منذ افتتاح الحقل وحتى اليوم"، مبيناً أن "المتظاهرين طالبوا الحكومة المحلية بفتح شوارع لسير ناقلات النفط وعجلات شركة الواحة الصينية والشركات الثانوية التي تعمل في الحقل".
من جهته، أوضح متظاهر آخر، أن "أهالي ناحية الأحرار خرجوا اليوم، بتظاهرة سلمية للمطالبة بإطفاء شعلة حقل الأحدب، أو وضع مرشحات للغازات المنبعثة منها والتي تسببت بتلوث بيئي وانتشار أمراض بين الأهالي منها ضيق التنفس لمرضى الربو من كبار السن نتيجة لاستنشاقهم الغازات الملوثة الممزوجة بالهواء".

وأشار  إلى أن "أهالي الناحية والقرى التابعة لها أصبحوا يفكرون بصورة جدية في الرحيل من منازلهم الى مناطق أخرى بسبب الصمت الحكومي على هذا التلوث"، مطالبا "الحكومة بالتدخل بصورة مباشرة للوقوف على المشكلة ووضع حل لها، لأننا نسمع منذ أكثر من سنة بان الشركة وضعت حدا للتلوث لكن الواقع يشير عكس ذلك".

وبين  أن "المتظاهرين افترشوا الأرض ومنعوا دخول ناقلات النفط من الدخول والخروج من الحقل"، لافتا إلى أن "المتظاهرين سيقومون بنصب سرادق أمام الحقل لتنظيم اعتصاما مفتوحا حتى الاستجابة لمطالبهم".

فيما أكد متظاهر أخر، إن "اكتشاف النفط في الحقل شكل أملاً كبيرا لأهالي الناحية في تحسين واقعهم المعيشي، وكان كفيلا بإنعاش اقتصاد المحافظة، لكن الناحية التي يبلغ تعداد سكانها 158 ألف نسمة سجلت حتى اليوم أكثر من 1800 عاطلا عن العمل، في حين أن اغلب العاملين في الحقل هم من سكان محافظات أخرى".

وتقع ناحية الأحرار بمسافة 27 كم غربي مدينة الكوت, وبمسافة 12  كم عن حقل الأحدب النفطي الذي أصبح يهدد برحيل العائلات عن مساكنهم بسبب تصاعد الغازات السامة الناتجة عن الغاز لمصاحب لاستخراج النفط من الحقل.

وتبلغ مساحة ناحية الأحرار  حوالي ( 1244) كيلومترا مربعا تحاذيها محافظة الديوانية من ناحية الغرب ويفصلها عنها نهر المالح وهور الدلمج وتقع إلى الشرق والجنوب الشرقي من قاعدة الدلتا التي كانت تتخذها القوات المتعددة الجنسيات مقرا لها.

وأعلنت محافظة واسط، في (20/11/2012) عن ارتفاع معدل إنتاج حقل الأحدب النفطي غربي الكوت الى 130 ألف برميل يوميا، مشيرة الى أن شركة الواحة المنفذة للمشروع انتهت من حفر 170 بئرا فقط من أصل 404 بئرا في الحقل.

يذكر أن حقل الأحدب الواقع في ناحية الأحرار (25 كم غربي الكوت ) هو احد الحقول العراقية غير المستثمرة، ومن المؤمل أن تبلغ طاقته الإنتاجية حال تطويره 200 ألف برميل يوميا، ويضم الحقل الذي تم اكتشافه سنة 1979احتياطيا يبلغ حجمه 225 مليون برميل من النفط.

ويشار إلى أن الأول من شهر تموز من العام 2011 الماضي شهد حقل الأحدب النفطي غربي الكوت تدفق النفط إلى الأسواق العالمية بطاقة 60 ألف برميل يوميا .