السير في طريق المجهول..!!

 

تمر الأيام،وتمضي السنوات،وأنا وغيري من مواطني الصدفة في بلد التأريخ والحضارة،ننتظر الأفراج والأنفراج! عن عقول باتت الرؤية محجوبة عنها،كما حجبت عن الكثيرين حقيقة مايحاك من صفقات،ضمت بين ثناياها العهر والمكر معاً!!

نعيش لحظات أقل مايذكر تجاهها،أنها سيئة، لحظات الخوف من المجهول تارةً،والسير في طريق ذلك المجهول تارةً أخرى،والتي علما يبدو أنها لاتحمل أية اشارة لإنفراج روحاني من خوف مستمر،كما أفرج عن حثالات من آكلي قلوب البشر،وشياطين الموت الجدد،بصفقات أو كومشنات ضلت خيوطها مفقودة حتى اللحظة،وسط صمت مريب بقلوب خائفة وأخرى لاتملك الأرادة بحق الرد أحياناً،ووسط كل هذه الفوضى الاخلاقية من قبل مجموعات متسولة،أوصلتها أصوات لاتعرف من الديمقراطية الا الفوضى وحب الطائفة أو المذهب،على حساب الأخر،ومع إستمرار ضياع الحلول،وعهر المسؤول،بقي لزاماً علينا الإستمرار في ذلك المجهول غير آبهين بما تضمرهُ لنا قادم الأيام،من فقدان للأحبة،أو ضياع الأحلام، أو إستمرار مسلسلات الكذب من قبل ممتطي سياسة باتو بثقل كتل الكونكريت على قلوب ذلك الشعب،الذي ضل ينشد حضارتهُ الطينية ويعشقها حد الثمالة،مسلسلات تتكرر يومياً رغم أنها تخلو من من أية مشاهد درامية،تشير لشئ بسيط من تراث هذا البلد المسكين،فمن موجات الهروب الجماعي،إلى سرقات متكررة ،الى قوانين معطلة بفعل فاعل،الى الى ...الخ

وبزحمة كل هذه المتغيرات،يطلب منا الصمت،أو المصير المجهول، وفي كلا الحالتين فقدنا حلم الارادة الحقيقية للتغيير،المكبوتة بداخلنا طيلة عقود مضت،كان اغلب ابطالها نجوم الحفر والضرورات المفقودة،هل ارادو لنا ان نكون ادوات لفتن ستقضي على ماتبقى من حطام شعب مدمر؟

أم أننا فقدنا الأمل بعودة الروح النضالية التي خصت بها قلوبنا على أمتداد التأريخ؟وهل سندفع ثمن مايراد لنا أن نكون عليه من واجهة بشرية لانصاف سياسيين تأريخهم مكتوب في جيوبهم وليس وجوههم؟أم أن طريق المجهول وبقايا الجثث المتفحمة باتت الأمر الملازم لنا والذي نفكر فيه بلاهوادة؟ فعلما يبدو أن طريق الخوف وانواع ادوات القتل وصلت الى اصحاب الأقلام الحرة،ودعاة الكلمة الصادقة،فبعد هادي المهدي وصياحته،لم نعد نأمن من كواتم القتلة وأكتفينا بالدعاء لهذا البلد بالتوفيق، حالنا كحال دعاة الديمقراطية الفوضوية التي ضل المساكين يصفقون لها دون معرفة مضمونها، ولسان حالهم يقول:نموت،او نستمر بالسير في طريق المجهول...!!!