الشعب يكره الحكومة ! |
أعلن رئيس الوزراء نوري المالكي نبا وفاة حكومته بالقول أن " الشعب غير حريص او محب للحكومة"، ما يسقط أخر أوراق التوت عن دستوريتها المكتسبة و يفتح الأبواب أمام ملاحقتها قضائيا على أعتبار أن الشعب هو صاحب المصلحة في بقاء أو رحيل مؤسسته التنفيذية، و طالما أنه لا يتعاون معها فأنه قد سحب تأييده أو قبوله لتتحول الحكومة الى مؤسسة رسمية بلا روح. و نحن هنا لا نتحدث بمزاج هزلي لأن الدم الذي يغطي أرض العراق بحاجة الى موقف شعبي شجاع و محاصرة الحكومة في عقر دارها الضيق جدا، لأنها أرتكبت الجرم و تصر على البراءة ، فما يجري من عمليات قتل شاملة جريمة بحق الانسانية و مخطط للقضاء على توازن دورة الحياة في العراق، خاصة عندما يواصل المالكي اللعبة بنفس الأمكانيات المنهكة أصلا، وبذات الاتهامات التي يحمل فيها الأخرين مسؤولية الفشل وكأنهم يصنعون قرارا أمنيا!! صحيح ان اعتراف المالكي بعدم شرعية الحكومة يمثل انتكاسة للمراهنين على فاعلية هذه المؤسسة التنفيذية المثقلة بالهموم، لكن الصحيح ايضا أن المالكي لم يقدم حلولا عملية رغم تكرار الجريمة في نفس المكان أو قريب منه، رغم اجراءات أمنية تنهب نصف موازنة الدولة، و صحيح أيضا ان تبييض صفحة الفشل يعني المشاركة فيه بلا ملاحقات بالاستفادة من مجلس نواب معطل لاستكمال العمليات التجميلية و توزيع المنافع الاجتماعية و تبويس اللحى للفوز بمرحلة جديدة. لقد اصبح الملف الأمني العراقي مسرحية ثقيلة الدم لأن الممثلين اقتحموا المهنة في ليلة غير مقمرة و بامكانيات معطلة بالولادة، وكان من المفترض أن يشخص رئيس الوزراء الخلل بشجاعة و يقرر السير في طريقين لا ثالث لهما، ان يتخلص من عقدة الماضي و الخلاف الشخصي مع مرحلة ليست مظلمة في جميع جوانبها و الاستفادة من الجانب المضيء لعبور المحنة، بعيدا عن ولادة قيصرية انجبت جيلا من المعوقين في الحس الأمني و الوطني أيضا، ما يحوول دون عودة الكفاءات الى مكانها الصحيح، وهي مسؤولية يقع على عاتق المالكي الأختيار السريع بين حلوها و مرها، خاصة وأن المحافظة على أمن و كرامة العراق تحتاج شجاعة فرسان. أما الطريق الثاني فيتمثل في تكليف شركة أمنية للمحافظة على الاستقرار في العراق لا ستكمال صورة الاستناء فيه ، حيث كل شيء غريب و طاريء و الحلول هي ردات أفعال و القرارات تقبل القسمة على 10 وجهات نظر، ما يجعل العراق غريبا على نفسه و أهله، و يبقي مسؤولية في وهم الأعتقاد بقدرة التاثير دوليا رغم انهزامهم في الداخل.
|