الاكاديميون العراقيون في فخ الذئاب الضالة

 

لم تكلف حياة الاستاذ الدكتور ناصر حسين الجحيشي التدريسي في جامعة المستنصرية ببغداد والذي اغتيل يوم امس على يد مجموعة مسلحة معروفة الاجندة والتوجه والاهداف بالنسبة لتلك الذئاب الضالة القتلة سوى بضع رصاصات كانت كافية وكفيلة لانهاء حياته وموت علمه قبل جسده وغيره من الاستاذة والعلماء البارزين الذين قضوا بالاسلوب نفسه الخسيس 
والان تعود موجة الاغتيالات من جديد لتطال العقول العراقية وفي وضح النهار وتشير احدث التقارير والاحصائيات والتي تؤكد ان العراق خسر قائمة طويلة من العلماء والاكاديميين منذ الاحتلال الامريكي في عام 2003وهي قائمة تجمع مابين التدرسيين والباحثين والعلماء الذي اغتيل منهم اكثر من 500 شخص كل اسم فيها يحمل خبرة عشرات السنين في حقل من حقول المعرفة والفكر وكل اسم خسارة كبيرة للعراق وسيحتاج البلد عقودا من الزمن لتعوضيه هل اصبح العقل في العراق للجماعات المسلحة والميليشيات نقمة على صاحبه ؟هل صار على الاكاديميين ان يعشوا كابوس القتل والتهجير لمجرد انتمائهم الى الانتلجنسيا في بلادهم انه عراق الظلام والذئاب الضالة ؟!من هؤلاء الذئاب الذين استطاعوا من غرز مخالبهم ليغرسوها في جسد كل من يصادفهم من ذوي العقول من العراقيين والعلماء ليتركوه اما قتيلا اومهجرا في حين ان هناك من يعتبر ان استهداف الكفاءات العلمية في العراق وعودة هذا المخطط المنظم انه من الحوادث والجرائم الاعتيادية وهنا تكمن السذاجة لتمكن تلك الجماعات من السير في مخططها الكبير اللعين هو افراغ العراق من العقول من شتى الاختصاصات وفي جميع المجالات ان موجة الاغتيالات الاخيرة تؤكد ان التخطيط والمخطط لاستهدافهم يتعدى الافراد الاعتياديين وان هؤلاء القتلة تابعين لاجندة هدفها استثمار هذه العقول والكفاءات كما ان هؤلاء المجرمين يعرفون تماما ان اشاعة اجواء الخوف الذي تخلقه الاغتيالات والتهديدات كفيل لوحده باسكات الاصوات المعتدلة وقتل العلم والمعرفة العراقية وتهئية المناخ المناسب للاساتذة الفارغين علميا والعودة بالعراق الى نقطة الصفر نقطة الجهل والتخلف خصوصا في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ العراق هذا الذي يراد للكفاءات العراقية بكل تأكيد اعتقد ان اغتيال الاستاذ الدكتور ناصر حسين يوم امس هي رسالة واضحة في دلالاتها ورسالة مفادها لجميع الاكاديميين العراقيين سيكون مصيركم في الايام القادمة ام الموت او الاختطاف او الهجرة بعيدا عن العراق و تركه لهؤلاء الذئاب الضالة .